الرجل كأنه لم يكن به ضرّ قط (١).
ورواه في المعجم الصغير فقال : لم يروه عن روح بن القاسم إلاّ شبيب بن سعيد ، أبو سعيد المكي ، وهو ثقة ، وهو الّذي يحدث عنه أحمد ( ابن أحمد ) ابن شبيب عن أبيه عن يونس بن يزيد الأيلي ، وقد روى هذا الحديث شعبة عن أبي جعفر الخطمي واسمه عمير بن يزيد ، وهو ثقة تفرد به عثمان بن عمر بن فارس عن شعبة ، والحديث صحيح ، وروى هذا الحديث عون بن عمارة عن روح بن القاسم ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر رضياللهعنه وهو فيه عون بن عمار ، والصواب شبيب بن سعيد (٢).
إنّ دلالة الحديث على جواز التوسل بالنبي أظهر من الشمس وأبين من الأمس ، ولكن الكاتب الوهابي أخذ يناقش في الحديث من جوانب أُخرى. فقال : « إنّ هذا الحديث تتجلى فيه آثار الصنع ، ويدل عليه أُمور :
١ ـ إنّ ما ذكره لا يوافق سيرة عثمان بن عفان لما اشتهر عنه من الرقة واللين.
٢ ـ إنّ معنى التوسل عند الصحابة هو دعاء الشخص المتوسل به إلى اللّه تعالى بقضاء حاجة المتوسل ، لا كما يعرفه القوم في زماننا هذا من التوسل بذات المتوسل به.
٣ ـ لو كان دعاء الأعمى الّذي علّمه رسول اللّه دعاء ينفع لكل زمان ومكان ، لما رأينا أىّ أعمى على وجه البسيطة ».
يلاحظ عليه : أنّ كل واحد من هذه الوجوه ساقط جداً لا يمكن أن يستدل به على جعل [وضع] الحديث.
أمّا الأول : فلأنّ المعروف من الخليفة هو تكريم الأقربين والإحسان إليهم ، خصوصاً بني أبيه ، لا تعميمه إلى الجميع. هذا هو التاريخ ضبط عطاءه
__________________
١ ـ المعجم الكبير ، للحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي الطبراني المتوفي سنة ٣٦٠ هـ ، ج ٩ ص ١٦ ـ ١٧ ، باب ما أسند إلى عثمان بن حنيف برقم ٨٣١٠.
٢ ـ المعجم الصغير للطبراني ج ١ ص ١٨٣ ـ ١٨٤ ، طبع دار الفكر.