(٦)
ابن تيمية وإقامة الصلاة عند قبور الأنبياء
هذا هو الموضوع السادس الّذي قال في حقه ابن تيمية : « ولا تشرع الصلاة عندها ، ولا يشرع قصدها لأجل التعبّد عندها بصلاة واعتكاف ، أو استغاثة وابتهال ونحو ذلك ، وكرهوا الصلاة عندها ، ثم كثير منهم قال : الصلاة باطلة لأجل النهي عنها ، إلى أن قال : وإنما دين اللّه تعالى تعظيم بيوت اللّه وحدها التي تشرّع فيها الصلوات جماعة وغير جماعة ، والاعتكاف ، وسائر العبادات البدنية والقلبية من القراءة والذكر والدعاء له (١).
يقول محمد بن عبد الوهاب : لم يذكر أحد من أئمة السلف أنّ الصلاة عند القبور وفي مشاهدها مستحبّة ، ولا أنّ الصلاة والدعاء هناك أفضل ، بل اتفق الكل على أنّ الصلاة في المساجد والبيوت أفضل منها عند قبور الأولياء والصالحين (٢).
وجاء في الجواب المنسوب إلى علماء المدينة : « أمّا التوجه إلى حجرة النبي عند الدعاء فالأولى منعه ، كما هو معروف من معتبرات كتب المذهب ، لأنّ أفضل الجهات جهة القبلة ».
وقد تجاوزت هذه المسألة على مر الزمان مرحلة المنع إلى مرحلة الشرك ،
__________________
١ ـ مجموعة الرسائل والمسائل ج ١ ص ٦٠.
٢ ـ زيارة القبور ص ١٥٩ ـ ١٦٠.