بأقل منه يتبين افتراء من ادّعى أن جميع الأحاديث الواردة في الزيارة موضوعة ، فسبحان اللّه! أما الستحي من اللّه ومن رسوله في هذه المقالة الّتي لم يسبقه إليها عالم ولا جاهل ، لا من أهل الحديث ولا من غيرهم؟ ولا ذكر أحد موسى بن هلال ولا غيره من رواة حديثه هذا بالوضع ، ولا اتهمه به فيما علمنا ، فكيف يستجيز مسلم أن يطلق على كل الأحاديث الّتي هو واحد منها موضوعة ، ولم ينقل إليه ذلك عن عالم قبله ، ولا ظهر على هذا الحديث شيء من الأسباب المقتضية للمحدثين للحكم بالوضع ، ولا حكم متنه بما يخالف الشريعة ، فمن أي وجه يحكم بالوضع عليه لو كان ضعيفاً؟ فكيف وهو حسن وصحيح.
٢٨ ـ الشيخ شعيب عبداللّه بن سعد المصري ، ثم المكي الشهير بالحريفيش المتوفى سنة ( ٨٠١ هـ ) في « الروض الفائق » ج ٢ ص ١٣٧.
٢٩ ـ السيد نور الدين علي بن عبداللّه الشافعي القاهري السمهودي (١) المتوفى سنة ( ٩١١ هـ ) في « وفاء الوفاء » ج ٢ ص ٣٩٤.
٣٠ ـ الحافظ جلال الدين عبدالرحمن السيوطي المتوفى سنة ( ٩١١ هـ ) في « الجامع الكبير » كما في ترتيبه : ج ٨ ص ٩٩.
٣١ ـ الحافظ أبو العباس شهاب الدين القسطلاني (٢) المتوفى سنة ( ٩٢٣ هـ ) ، في « المواهب اللدنية » من طريق الدارقطني ، وقال : رواه عبد الحق في أحكامه الوسطى والصغرى وسكت عنه ، وسكوته عن الحديث فيه دليل على صحته.
٣٢ ـ الحافظ ابن الدبيغ أبو محمد الشيباني المتوفى سنة ( ٩٤٤ هـ ) ، في « تمييز الطيب من الخبيث » ص ١٦٢.
٣٣ ـ الشيخ شمس الدين محمد الخطيب الشربيني المتوفى سنة ( ٩٧٧ هـ ) ، في « المغني » ج ١ ص ٤٩٤ عن صحيح ابن خزيمة.
٣٤ ـ زين الدين عبد الرؤوف المناوي المتوفى سنة ( ١٠٣١ هـ ) ، في « كنوز
__________________
١ ـ السمهود قرية كبيرة غربي نيل مصر.
٢ ـ نسبة إلى قسطلة بلدة بالأندلس.