الدين إذ وليه غير أهله (١).
قال العلامة الأميني :
« إنّ هذا الحديث يعطينا خبراً بأنّ المنع عن التوسل بالقبور الطاهرة إنما هو من بدع الأمويين وضلالاتهم ، منذ عهد الصحابة ، ولم تسمع أُذن الدنيا قط صحابياً ينكر ذلك ، غير وليد بيت أُمية ، مروان الغاشم.
نعم ... « الثور يحمي انفه بروقه » (١).
نعم ... لبني اُمية عامة ، ولمروان خاصة ضغينة على رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم منذ يوم لم يُبقِ صلىاللهعليهوآلهوسلم في الأسرة الأموية حرمة إلاّ هتكها ، ولا ناموساً إلاّ مزقه ، ولا ركناً إلاّ أباده ، وذلك بوقيعته صلىاللهعليهوآلهوسلم فيهم ، وهو لا « ينطق عن الهوى ، إن هو إلاّ وحي يوحى ، علّمه شديد القوى » فقد صحّ عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم قوله : « إذا بلغت بنو أُمية أربعين ، اتّخذوا عباد اللّه خولا ، ومال اللّه نحلا وكتاب اللّه دغلا » (٢).
نعم تبع مروان بن الحكم ـ الوزغ ابن الوزغ ـ ابن طريد رسول اللّه من بعده الحجاج بن يوسف ، هذا هو المبرّد ينقل في كامله ، قال : ومما كفرت به الفقهاء الحجاج بن يوسف والناس يطوفون بقبر رسول اللّه منبره. لقوله : « إنما يطوفون بأعواد ورمّة » (٣) ومراد الحجاج من الأعواد : المنبر ، ومن الرّمة : عظام رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم فيستسخر من المسلمين ويهينهم بكلامه ، وهذا يعرب عن أنّ المسلمين كانوا يطوفون حول قبر رسول اللّه.
قال ابن أبي الحديد : خطب الحجاج بكوفة ، فذكر الذين يزورون قبر
__________________
١ ـ مستدرك الصحيحين للحاكم ج ٥ ص ٥١٥ ، ومجمع الزوائد ج ٤ ص ٢ ، باب وضع الوجه على قبر سيدنا رسول اللّه.
٢ ـ الروق : القرن ، وهو مثل يضرب لمن يدافع عن شخصيته وعرضه.
٣ ـ الغدير : ج ٥ ص ١٤٩.
٤ ـ التبرك ص ١٦١.