ويحنكهم (١).
كما روي في حق شعره : « أنّ رسول اللّه أتى منى ، فأتى الجمرة فرماها ، ثم اتى منزله بمنى ، ثم قال للحلاق : خذ ، وأشار إلى جانبه الأيمن ثم الأيسر ، ثم جعل يعطيه الناس (٢).
هذا بعض ما رواه الشيخان ، وأمّا ما رواه غيرهم فحدّث عنه ولا حرج ، وقد عقد البخاري في صحيحه باباً سماه : « باب ما ذكر من درع النبي وعصاه وسيفه وقدحه وخاتمه ، وما استعمل الخلفاء بعده من ذلك ، مما لم يذكر قسمته ، ومن شعره ونعله وآنيته ، مما يتبرك به أصحابه وغيرهم بعد وفاته » (٣).
إنّ فاطمة عليهاالسلام الّتي لا شك أنها من أهل البيت الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً حضرت قبر أبيها ، وأخذت قبضة من تراب القبر تشمه وتبكي وتقول :
ماذا على من شمّ تربة أحمد |
|
أن لا يشم مدى الزمان غواليا |
صُبّت علىّ مصائبٌ لو أنها |
|
صُبّت على الأيام صرن لياليا |
وفي لفظ : فجعلتها على عينيها ووجهها (٤).
نعم ، كانت بنو أُمية وأذنابهم يمنعون الناس عن التبرك بقبر رسول اللّه وآثاره ، فمن منع التبرك فإنما هو على خطهم.
روى الحاكم في المستدرك : « أقبل مروان يوماً فوجد رجلا واضعاً وجهه على القبر ، فأخذ برقبته ، ثم قال : هل تدري ما تصنع؟ فأقبل عليه فإذا هو أبو أيوب الأنصاري ، فقال : إنّي لم آت الحجر ، وإنما جئت رسول اللّه ، سمعت رسول اللّه يقول : لا تبكوا على الدين إذا وليه أهله ، ولكن ابكوا على
__________________
١ ـ صحيح مسلم ص ١٦٩١.
٢ ـ صحيح مسلم ج ٣ ص ٩٤٧.
٣ ـ صحيح البخاري ج ٤ ص ٨٢.
٤ ـ وفاء الوفاء : ج ٢ ص ٤٤٤ ، صلح الإخوان ، ص ٥٧ وغيرهما من المصادر.