وإني سمعت رسول الله (ص) يقول : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. »
ولم يسجل التاريخ لأبي هريرة موقفا كريما سوى هذا الموقف ، وقد اغتاظ مروان من مقالته وصاح به لقد ضاع حديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم (١). وخرج أبان بن عثمان وهو رافع عقيرته قائلا :
« إن هذا لهو العجب يدفن ابن قاتل عثمان مع رسول الله وأبي بكر وعمر ، ويدفن أمير المؤمنين الشهيد المظلوم ببقيع الغرقد » (٢).
ولما رأى الهاشميون موقف بني أميّة ومنعهم من دفن الإمام بجوار
__________________
(١) أعيان الشيعة ٤ / ٨١ ، وجاء قريبا منه فى مستدرك الحاكم ٣ / ١٧١ وجاء فى تاريخ ابن عساكر ان محرز بن جعفر روى عن أبيه قال : سمعت أبا هريرة يقول يوم دفن الحسن بن علي : قاتل الله مروان ، قال : والله ما كنت لأدع ابن أبي تراب يدفن مع رسول الله ، وقد دفن عثمان فى البقيع ، فقلت : يا مروان اتق الله ، ولا تقل لعلي إلا خيرا ، أشهد لقد سمعت رسول الله (ص) يقول : يوم خيبر لأعطي الراية رجلا يحبه الله ورسوله ليس بفرار ، وأشهد سمعت رسول الله يقول في حسن : « اللهم إني أحبه فأحبه ، وأحب من يحبه ». قال مروان : إنك والله أكثرت على رسول الله ، فلا نسمع منك ما تقول ، فهل غيرك يعلم ما تقول؟ قال : قلت : هذا أبو سعيد الخدري ، فقال مروان : لقد ضاع حديث رسول الله ، حين لا يرويه إلا أنت وأبو سعيد الخدري والله ما أبو سعيد الخدري إلا غلام ، ولقد جئت من جبال دوس قبل وفاة رسول الله بيسير فاتق الله يا أبا هريرة ، قال : قلت : نعم ما أوصيت به ، وسكت عنه.
(٢) تاريخ ابن عساكر الجزء الثاني عشر صورة فوتغرافية بمكتبة الإمام أمير المؤمنين.