فؤاده ، وقد قال فيه : « اللهم إني أحبه ، وأحب من يحبه » لقد جافت عائشة بذلك ما أثر عن رسول الله (ص) في سبطه وريحانته (١).
نعم استجابت عائشة لرغبات الأمويبن ، وانطلقت فى موكبهم فمنعت سبط النبي أن يدفن مع جده ، وما راعت حرمة العترة الطاهرة التي فرض الله مودتها فى كتابه الكريم ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ونصّ المؤرخون أن عائشة سمحت بأن يدفن عبد الرحمن بن عوف فى حجرة النبي (ص) (٢) وهو من الغرابة بمكان ، فهل ان عبد الرحمن أولى بالنبي (ص) من الإمام الحسن الذي هو سبطه وريحانته ، رحماك يا رب!! أي موقف هذا الذي وقفته عائشة ، فإنها تسمح لابن عوف أن يوارى مع رسول الله ، ويحضى بجواره ، وتبعد عنه ريحانته ، وفلذة كبده ، فتحول بينه وبين أغلى أمانيه ، ولم ترع عواطف النبي (ص) وشدة حبه له وتعلقه به ،
وعلق الاستاذ السيد سعيد الأفغاني على موقف عائشة فقال : ولعل آخر تعبير عن موقفها ـ يعنى عائشة ـ السلبى من علي ، انقباضها عن ولديه الحسن والحسين ، فلقد كانت تحتجب منهما وهما لها من المحارم ، انهما سبطا زوجها ولا تحل لهما ، ولا يحلان لها ، ومن المعروف بداهة انه لا تحل امرأة الرجل لولده ولا لولد ولده وأولاد بناتهم ، وهي تعرف
__________________
(١) ذكرنا الأحاديث الواردة من النبي (ص) التي أجمع عليها المسلمون في حق الإمام الحسن في الحلقة الأولى من هذا الكتاب.
(٢) الدرة الثمينة فى تاريخ المدينة ص ٤٠٤.