لقد عمد المنصور الى هذا التهريج ، والى هذه المغالطات ليبرر تقمصه للخلافة فقد أخذها بغير حق لأن الثورة التي أطاحت بالحكم الأموي كانت من أجل العلويين ، ولارجاع حقهم الغصيب ، وليس للعباسيين فيها أي نصيب.
وطالما تحدى لامنس كرامة الإسلام ، فألصق به التهم ، وطعن برجاله وحماته ، وقد ذكرنا في أسباب الصلح شطرا من مفترياته على الإمام ، وقد كتب في بحثه عن أزواج الإمام ما نصه :
« ولما تجاوز ـ يعنى الإمام الحسن (ع) ـ الشباب ، وقد انفق خير سني شبابه في الزواج والطلاق فاحصي له حوالي المائة زوجة ، والصقت به هذه الأخلاق السائبة لقب المطلاق ، وأوقعت عليا في خصومات عنيفة وأثبت الحسن كذلك أنه مبذر كثير السرف ، وقد خصص لكل من زوجاته مسكنا ذا خدم وحشم ، وهكذا نرى كيف يبعثر المال أيام خلافة علي التي اشتد عليها الفقر .. » (١)
لقد اعتمد لامنس في قوله : إن الإمام كان كثير الزواج والطلاق على أقوال المدائني وأمثاله من المؤرخين الذين تابعوا السلطة الحاكمة فكتبوا لها لا للتاريخ ، وقد استقى المستشرقون الذين كادوا للإسلام في بحوثهم من منهل المؤرخين الذين ساندوا تلك الدول الجائرة التي ناهضت أهل البيت ، وعملت على تشويه واقعهم والحط من كرامتهم ، وقد زاد عليهم ( لامنس ) فذكر من المخاريق والأكاذيب بما لم يقل به أحد غيره فقد قال :
__________________
(١) دائرة المعارف ٧ / ٤٠٠.