ما سَعى ) (١) فأوعدنا الله خيرا مما وعدت يا زياد.
فانبرى إليه زياد قائلا بنبرات تقطر غضبا وانتقاما :
« إنا لا نجد إلى ما تريد أنت وأصحابك سبيلا حتى تخوض إليها الدماء » (٢)
وسار زياد على هذه الخطة الارهابية الجائرة التي تحمل شارات الموت والاعدام لجميع الأحرار والمفكرين حتى ضرب الرقم القياسي للسلطة الجائرة وقد بلغ به الاجرام أنه كان يقتل بعض النفوس وهو يعلم ببراءتها وعدم تدخلها واشتراكها فى أي أمر من الأمور السياسية ، فقد قبضت شرطته على أعرابي فجيء به مخفورا إليه فقال له زياد :
ـ هل سمعت النداء؟.
ـ لا والله ، قدمت بحلوبة لي ، وغشيني الليل فاضطررتها إلى موضع فأقمت لأصبح ، ولا علم لي بما كان من الأمير.
ـ أظنك والله صادقا ولكن في قتلك صلاح هذه الأمة.
ثم أمر به فضربت عنقه صبرا (٣) من دون أن يقترف أي ذنب ، وهكذا كان زياد يلغ فى دماء المسلمين ، لا حرمة لها عنده ، ولا حريجة له في سفكها ، وقد بالغ هذا الوغد الأثيم فى سفك دماء شيعة آل محمد (ص) فقتلهم تحت كل كوكب ، وتحت كل حجر ومدر ، وقطع الأرجل والأيدي منهم ، وصلبهم على جذوع النخل ، وسمل أعينهم ، وطردهم وشردهم (٤) ففي ذمة الله تلك الدماء الزكية التي سفكت ، والنفوس الكريمة
__________________
(١) سورة النجم آية ٣٩.
(٢) الطبري ٦ / ١٣٥.
(٣) الطبري ٦ / ١٣٥.
(٤) ابن أبي الحديد ٣ / ١٥.