فتركت سنة رسول الله تعمدا واتبعت هواك بغير هدى من الله » (١).
وكان يونس بن عبيد ممن حضر هذه المأساة ، وشاهد فصولها ، فانطلق إلى معارضة معاوية وإلى الإنكار عليه قائلا :
« يا معاوية قضى رسول الله (ص) ان الولد للفراش ، وللعاهر الحجر وقضيت أنت أن الولد للعاهر مخالفة لكتاب الله تعالى ، وانصرافا عن سنة رسول الله بشهادة أبي مريم على زنا أبي سفيان ».
فانبرى إليه معاوية يتهدده ويتوعده بالقتل قائلا :
« والله يا يونس لتنتهي أو لأطيرن بك طيرة بطيئا وقوعها ».
فقال له يونس : « هل إلا إلى الله ، ثم أقع؟ ».
قال له معاوية : ـ نعم ـ (٢).
وما رضى بهذا الاستلحاق حتى بنو أمية ، فقد نقموا عليه ذلك فقد أقبل عبد الرحمن بن الحكم ومعه جماعة من بني أمية فقال عبد الرحمن لمعاوية :
« يا معاوية ، لو لم تجد إلا الزنج لاستكثرت بهم علينا ـ يعني على بني العاص قلة ـ وذلة ».
فالتفت معاوية إلى مروان قائلا :
« اخرج عنا هذا الخليع ».
« أى والله إنه لخليع ما يطاق ».
__________________
(١) رجال الكشي ص ٣٣.
(٢) مروج الذهب ٢ / ٣١١.