عدم طيب إنائه ،
فقد عاد بعد الاستلحاق من ألد الأعداء إلى أمير المؤمنين وذريته وشيعته.
ومهما يكن من شيء
فان زيادا عقيب خطابه أجاب معاوية عن رسالته وهذا نص جوابه :
« أما بعد ، فقد
وصل إلي كتابك يا معاوية ، وفهمت ما فيه فوجدتك كالغريق يغطيه الموج فيتشبث
بالطحلب ويتعلق بأرجل الضفادع طمعا فى الحياة إنما يكفر النعم ويستدعي النقم من
حاد الله ورسوله وسعى في الأرض فسادا فاما سبك لي فلولا حلم ينهاني عنك ، وخوفي أن
أدعى سفيها لأثرت لك مخازي لا يغسلها الماء ، وأما تعييرك لي بسمية فان كنت ابن
سمية فأنت ابن جماعة وأما زعمك انك تخطفنى بأضعف ريش وتتناولني بأهون سعي فهل
رأيت بازيا يفزعه صغير القنابر؟ أم هل سمعت بذئب أكله خروف؟
فامض الآن لطيتك ،
واجتهد جاهدك فلست أنزل إلا بحيث تكره ، ولا اجتهد إلا فيما يسوؤك ، وستعلم أينا
الخاضع لصاحبه ، الطالع إليه والسلام »
ولما قرأ معاوية
رسالة زياد طار قلبه رعبا وداخله فزع شديد فاستدعى داهية العرب « المغيرة بن شعبة
» فقال له :
« يا مغيرة إني
أريد مشاورتك في أمر أهمنى فانصحنى فيه وأشر علي برأي المجتهد ، وكن لي أكن لك ،
فقد خصصتك بسري وآثرتك على ولدي ».
فقال له المغيرة :
« فما ذاك؟ والله
لتجدني في طاعتك أمضى من الماء في الحدور ومن ذى الرونق في كف البطل الشجاع ».
__________________