« دونك هذه الجارية الرومية فبيض ولدك » (١).
وذكر المؤرخون بوادر كثيرة من استهتاره ومجونه دلت على تحلله من جميع القيم الإنسانية.
قال الله تعالى في كتابه الكريم : « إنما يفترى الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون » (٢) وقرب معاوية من يفترى الكذب على الله ورسوله ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فقربهم إليه وأدناهم منه ومنحهم الأموال الضخمة ، وأوعز إليهم أن يضعوا الأحاديث الكاذبة على رسول الله (ص) فى فضله وفي فضل الأمويين والصحابة ، وفي الحط من كرامة العترة الطاهرة وانتقاصها خصوصا سيدها الإمام أمير المؤمنين (ع) ، وكتب مذكرة بذلك إلى جميع عماله وولاته جاء فيها :
« أنظروا من قبلكم من شيعة عثمان الذين يرون فضله ، ويتحدثون بمناقبه فاكرموهم ، وشرفوهم ، واكتبوا إليّ بما يروي كل واحد منهم فيه باسمه واسم أبيه وممن هو ».
فامتثل عماله وولاته ذلك فأدنوا الرواة المستأجرين وأشادوا بهم ، ومنحوهم الأموال الكثيرة ودونوا ما افتعلوه في فضل عثمان ، وأرسلوه إليه ،
__________________
ـ الفزاري وهي أول ولاية وليها وفيه يقول الشاعر :
أقم يا ابن مسعود قناة قويمة |
|
كما كان سفيان بن عوف يقيمها |
ولما دخل على معاوية سأله عن الشعر ، فقال إن الشاعر ضمني إلى من لست له بكفء وهو سفيان بن عوف جاء ذلك في الإصابة ٢ / ٣٥٩.
(١) البداية والنهاية ٨ / ١٤٠.
(٢) سورة النحل ـ آية ١٠٥.