كتباً
وصيرها إليهم سراً فأتته الجائزة منهم سراً .
وأرسل كتاب الأغاني إلى
الحكم الثاني المستنصر وهو في الأندلس قبل أن يخرجه إلى العراق فأرسل إليه الحكم ألف دينار من الذهب العين .
على أنه ليس في كتبه
وشعره أي صراحة بانتمائه إلى مذهب أهل البيت (ع) عدا إشعارات لا تعدو أن تكون تزلفاً منه إلى ملوك وقته آل حمدان وأمرائه ممن ينتمون إلى ولاء العترة الطاهرة وذرية الرسول (ص) ويصلون مادحيهم بعطائهم الجزيل .
ومن ذلك تأليف كتاب [
المقاتل ] فإنه ألفه إلى من عرفت من ملوك الشيعة طمعاً في وفرهم وحصناً لما رامه من المطاعن في أهل البيت حتى تبعد عنه وصمة الافتعال .
وقد اشتمل كتاب
المقاتل على كثير من الموضوعات .
وأما كتابه [ الأغاني
] فاسمه وموضوعه وسبر أغواره شواهد واضحة على انحرافه عن الطريقة المثلى واندفاعه إلى تدوين ما تحدو إليه الأهواء والشهوات ، فهو كما قال فيه صاحب [ روضات الجنات ] بترجمة الرجل : ( إن من يتصفحه لم ير فيه إلا هزلاً وإضلالاً وبقصص أرباب الملاهي اشتغالاً وعن علوم أهل البيت اعتزالاً ) .
____________________