البيت العلوي الطاهر الشانئ لهذا العنصر الأموي الحائد عن سنن الصراط السوي .
ولم يثبت تشيعه من طرق صحيحة وإن أرسله المؤرخون حتى انطلى على جملة من الشيعة فذكروه في رجالهم وذهب عنهم أن هذه الأكذوبة أمر دبر بليل ، إنما افتعلوها ليحملوا الشيعة أوزاراً مما أثبته من المنكرات ومما يشهد بعدم وثوق أولئك المؤرخين بتشيعه مع إرسالهم له أنا نراهم يبخسون في تراجمهم حقوق علماء الإمامية ويرمونهم بالطامات من عيب في الدين أو نقص في المروءة أو مروق عن الورع (١) .
مع إكبارهم لكل من مال عن أهل البيت فإعظامهم هذا الرجل بالمدح البالغ حده مع وقوفهم على خلاعته وخفة عقله وبذاءة لسانه وفسق جوارحه ليس إلا لما ذكرناه من تحامله على أهل البيت ، ومن انضوى إلى رايتهم ودعا إلى مبدئهم واعترف بنزاهتهم إعلاماً بأن الرجل من الشيعة وهو أعرف بما هم عليه .
لكن النظرة الدقيقة في التاريخ تفيدنا أن الرجل كما أنه مرواني النسب مرواني النزعة ولذلك ألف لأقاربه الأمويين من ملوك الأندلس
____________________
(١) لاحظ العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل ص ٤٠ طبع مصر سنة ١٣٤٢ هجـ تعرف الرجال الذين طعنوا فيهم ولم يأتوا بشيء سوى الموالاة لأهل البيت كما تعرف الرجال المائلين عن أهل البيت فلقد أكثروا من توثيقهم وإطرائهم وقد ذكر عن تهذيب التهذيب لابن حجر بترجمة عمر ابن سعد أنه قال : عمر بن سعد تابعي ثقة وهو الذي قتل الحسين ، ثم قال ابن أبي عقيل بعد هذا ( لا حول ولا قوة إلا بالله )
إن كان هذا نبيّاً |
|
فالكلب لا شك ربّي |