ويقول القاضي محمود بن محمد عرنوس : إن كتاب الأغاني اشتمل على كثير من الأخبار الواهية بل الموضوعة (١) .
وأما مقام أبي الفرج في الحديث والرواية فكما حدث الخطيب البغدادي عن أبي عبد الله الحسين بن محمد بن القاسم بن طباطبا العلوي قال : سمعت أبا الحسن النوبختي يقول : كان أبو الفرج الأصبهاني أكذب الناس إنه يدخل سوق الوراقين وهي عامرة مملوءة بالكتب فيشتري كثيراً من الصحف ويحملها إلى بيته ثم تكون رواياته كلها منه (٢) .
وقال ابن حجر : قد اتهم أبو الفرج بكثرة ما كتب والظاهر أنه صدوق (٣) .
وهذا الاستظهار منه يرشدنا إلى شك العلماء فيه وإلا لذكر من يعتمد عليه ويوثقه ويجزم به ولم يجعله محل الاستظهار .
فهذا ابن الجوزي : لا يثق برواية أبي الفرج محتجاً بأنه يصرح بكتبه بما يوجب الفسق عليه وتهاونه بشرب الخمور ، وربما حكي ذلك عن نفسه ومن تأمل كتاب [ الأغاني ] رأى كل قبيح ومنكر (٤) .
وسجل ابن كثير الحنبلي هذه العقيدة في أبي الفرج من دون تعقيب (٥) .
____________________
(١) تاريخ القضاء في الإسلام ص ١٨٢ .
(٢) تاريخ بغداد ج ١١ ـ ص ٣٩٩ .
(٣) لسان الميزان ج ٤ ـ ص ٢٢١ .
(٤) المنتظم ج ٧ ـ ص ٤٠ حوادث سنة ٣٥٦ .
(٥) البداية ج ١١ ـ ص ٢٦٣ .