أقول : إنّ ابيات الملك الأفضل علي بن يوسف ، وجواب الناصر العباسي مذكورة في جملة من المصادر ، وهي أكثر مما ذكره ابن الشحنة ، فقد ذكرها ابن خلكان في وفيات الأعيان (١) وهي كما يلي :
مولاي إنّ أبا بكر وصاحبه |
|
عثمان قد غصبا بالسيف حق علي |
وهو الذي كان قد ولاه والده |
|
عليهما فاستقام الأمر حين ولي |
فخالفاه وحلّا عقد بيعته |
|
والأمر بينهما والنص فيه جلي |
فانظر إلى حظ هذا الاسم كيف لقي |
|
من الأواخر ما لاقى من الأولِ |
كما ذكر جواب الإمام الناصر ، وفي أوله :
وافى كتابك يا ابن يوسف معلنا |
|
بالودّ يخبر أنّ أصلك طاهر |
غصبوا علياً حقه إذ لم يكن |
|
بعد النبي له بيثرب ناصر |
فابشر فإنّ غداً عليه حسابهم |
|
واصبر فناصرك الإمام الناصر |
وقد ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء (٢) الأبيات ، كما ذكرها ابن خلكان بتفاوت يسير ، وذكرها الصفدي في تمام المتون (٣) ، وذكر ابن كثير في البداية والنهاية (٤) أبيات الملك الأفضل دون جواب الناصر ، وفي ذكرهم هذا ما يدلّ على غصب الشيخين حق الإمام علي في الخلافة ، حتى صار غصبهما مضرب مثل حتى عند من والاهما من خليفة وملك ومؤرّخ.
_____________________
١ ـ وفيات الأعيان ٣ : ٤٢٩.
٢ ـ سير أعلام النبلاء ٥ : ٤٤٤.
٣ ـ تمام المتون للصفدي : ٢٤٩.
٤ ـ البداية والنهاية ١٣ : ١٠٨.