ولدلالة القارئ على جانب مما يكشف عن نَصبه ما ذكره تعقيباً عليه فقال : وفيه أنّ زيد بن ثابت أخذ بيد أبي بكر فقال : هذا صاحبكم فبايعوه ، ثم انطلقوا ، فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم ير علياً ، فسأل عنه ، فقام ناس من الأنصار فأتوا به.
ثم ذكر بقية الخبر وقصة بيعة الزبير بعد علي ، ثم قال : « وقد رواه الإمام أحمد ... وهذا إسناد صحيح محفوظ من حديث أبي نضرة ... وفيه فائدة جليلة وهي مبايعة علي بن أبي طالب ، أما في أول يوم أو في اليوم الثاني من الوفاة وهذا حق ( ؟! ) فإنّ علي بن أبي طالب لم يفارق الصديق في وقت من الأوقات ، ولم ينقطع في صلاة من الصلوات خلفه كما سنذكره ، وخرج معه إلى ذي القصة لما خرج الصديق شاهراً سيفه يريد قتال أهل الردة ( ؟! )
ولكن لما حصل من فاطمة رضياللهعنها عتب على الصديق ، بسبب ما كانت متوهمة من أنّها تستحق ميراث رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، ولم تعلم بما أخبرها به أبو بكر الصديق انّه قال : ( لا نورث ما تركنا فهو صدقة ) فحجبها وغيرها من أزواجه وعمه عن الميراث بهذا النص الصريح ، كما سنبيّنه في موضعه ، فسألته أن ينظر علي في صدقة الأرض التي بخيبر وفَدَك ، فلم يجبها إلى ذلك ، وهو الصادق البار الراشد التابع للحق ، فحصل لها ـ وهي امرأة من البشر ليست بواجبة العصمة ( ؟! ) ـ عتب وتغضّب ولم تكلّم الصدّيق حتى ماتت ، واحتاج علي أن يراعي خاطرها بعض الشيء ، فلما ماتت بعد ستة أشهر من وفاة أبيها صلىاللهعليهوآلهوسلم رأى علي أن يجدّد البيعة مع أبي بكر مع ما تقدم له من البيعة قبل دفن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ( ؟ ) ويزيد ذلك صحة قول موسى بن عقبة في مغازيه : أقول ... » ثم ذكر ما مرّ عنه آنفاً في أول النص الثاني.
هذا بعض ما عند ابن
كثير من زخرف القول بالباطل في بيعة أبي بكر ، ولم يستطع إخفاء نصبه مضافاً إلى كذبه إنه لم يترض عن علي ولا مرّة واحدة ، مع