هذا الأمر أرذل بيت في قريش ، أما والله لأملأنّها خيلاً ورجالاً ، فقال له علي : ما زلت عدواً للإسلام وأهله ، فما ضر ذلك الإسلام وأهله شيئاً ، إنّا رأينا أبا بكر لها أهلاً. ورواه عبد الرزاق عن ابن المبارك.
النص الثاني : ذكر ما تقدم من رواية ابن عبد البر في الاستيعاب عن زيد بن أسلم عن أبيه ـ وهذا هو مولى عمر ـ إنّ علياً والزبير كانا حين بويع لأبي بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها في أمرهم ، فبلغ ذلك عمر ، فدخل عليها فقال : يا بنت رسول الله ما كان في الخلق أحد أحب إلينا من أبيك ـ إلى أخر ما مرّ وليس فيه من جديد ـ إلا أنّ النويري عقّب على ذلك بقوله : ( وهذا الحديث يردّ قول من زعم أنّ علي بن أبي طالب لم يبايع إلا بعد وفاة فاطمة رضياللهعنها ).
ومن حق القارئ أن يسأل النويري كيف اعتمد هذا الحديث وهو مخدوش سنداً ومتناً ، أما سنداً فإن زيد بن أسلم قال عنه مالك : كان زيد يحدث من تلقاء نفسه ، وهو يروي عن أبيه أسلم ، وهذا مولى عمر بن الخطاب ، وهو ممن كان معه يوم الهجوم على بيت فاطمة الزهراء ، وأما متناً فإنّ الامتناع عن البيعة من حديث عائشة في البخاري ، ويرويه عنها عروة ابن اختها ، وعنه الزهري ، وكلّهم غير متهم في المقام.
النص الثالث : ذكر شعر ابن أبي عزة الجمحي في بيعة أبي بكر (١) ، وهذا أيضاً مرّ عن الاستيعاب ، وقلنا أنّ الشعر منحول ، بدليل ما يقوله ابن حزم انّ أبا عزة الجمحي ـ الذي قتله النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم اُحد ـ لا عقب له ، ولم يكن في بني جمح من يسمى بأبي عزة غيره.
النص الرابع : قال (٢) : وروي عن سعيد بن المسيب قال : لما قبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم ارتجّت مكة ، فسمع أبو قحافة فقالوا (٣) : ما هذا ؟ فقالوا : قبض رسول الله صلىاللهعليهوسلم ،
_____________________
١ ـ المصدر نفسه ١٩ : ٤١.
٢ ـ المصدر نفسه ١٩ : ٤١.
٣ ـ والصحيح : فقال.