واليوم بعد وفاته صلىاللهعليهوآلهوسلم يأتيه عمر في عصابة من المهاجرين والأنصار ليخرجوا علياً والزبير ليبايعا أبا بكر ، واللافت للنظر انّ الكلاعي صاحب الكتاب ، أو موسى بن عقبة الراوي ، أهملا ذكر الحطب وقبس النار الذي أتت به تلك العصابة ، وأيضاً مما يلفت النظر انّ الأسماء التي ورد ذكرها كلها رجال من الأنصار ، فأين صارت أسماء المهاجرين الذين كانوا معهم ضمن العصابة ، وهذا ما سنذكره في آخر الخاتمة إن شاء الله تعالى.
ما ذكره ابن أبي الحديد :
الثالث والعشرون : عز الدين ابن أبي الحديد المعتزلي ( ت ٦٥٦ هـ ) ، وقد مرّت ترجمته وعرفناه معتزلي الأصول ، شافعي الفروع ، إن لم يكن حنفياً حيناً من الدهر ، فالرجل كما قال عنه صاحب نسمة السحر وقد مر قوله فيه : ( وكانت حالة عز الدين المذكور عجباً بيّناً ، وهو شيعي متعصب كما في القصائد ـ السبع العلويات ـ المشار إليها ، صار معتزلياً جاحظياً أو أصمعياً كما في أكثر شرحه ).
والآن لنقرأ بعض ما قاله هو من عنده تعقيباً على بعض الأحداث التي رواها في كتابه شرح نهج البلاغة ، مما يكشف عن حقيقة رأيه في تقويمه لمواقف الصحابة يوم السقيفة وما بعده من أحداث ، ونظراً لكثرة ما روى في ذلك عن مصادر لم تصل إلى أيدينا فكان والحق يقال : هو خير مُعين في الوصول إلى تلك المصادر التي هي خير مَعين ، فلنقرأ بعض ما ذكره مما ينبغي الاطلاع عليه.
النص الأول : قال (١) : وعمر هو الذي شيّد بيعة أبي بكر ، ورقم المخالفين فيها ، فكسر سيف الزبير لما جرّده ، ودفع في صدر المقداد ، ووطئ في السقيفة سعد بن عبادة ، وقال : اقتلوا سعداً قتل الله سعداً ، وحطّم أنف الحباب بن المنذر الذي قال
_____________________
١ ـ شرح النهج ١ : ١٧٤.