النص الرابع (١) : قال : وقال ابن أبي عزة القرشي الجمحي في ذلك ـ يعني بيعة أبي بكر ـ :
شكراً لمن هو بالثنا نطيق |
|
ذهب اللجاج وبويع الصدّيق |
إلى تمام ستة أبيات ، وقد مرت برواية ابن عبد البر في الاستيعاب وغيره ، وقلنا : إنّها كذب ومصنوعة ، وليس في بني جمح إلّا أبو عزّة الذي قتله النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم صبراً ، وهذا ليس له ولد ، كما في جمهرة أنساب العرب لابن حزم.
النص الخامس : ذكر موسى بن عقبة أنّ رجالاً من المهاجرين غضبوا في بيعة أبي بكر ، منهم علي والزبير ، فدخلا بيت فاطمة ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومعهما السلاح ( ؟ ) فجاءها عمر بن الخطاب في عصابة من المهاجرين والأنصار فيهم أسيد بن حضير ، وسلمة بن سلامة بن وقش الأشهليان ، وثابت بن قيس بن شماس الخزرجي ، فكلموهما حتى أخذ أحد القوم سيف الزبير فضرب به الحجر حتى كسره.
أقول : انّ الجديد الذي فاجأنا به النص انّ علياً والزبير دخلا بيت فاطمة ( ومعهما السلاح ) فجملة ( معهما السلاح ) لم يسبق أن ذكرها من تقدم ، فإن كانت تعني انّ كلاً منهما معه سيفه ، فذلك أمر طبيعي يومئذٍ وليس مستغرباً ، وإن كان المراد غير ذلك فلا شاهد عليه.
ثم إنّ التعبير « فدخلا بيت فاطمة » غير صحيح ، لأنّ بيت فاطمة عليهاالسلام هو بيت علي عليهالسلام ، وما كان له بيت آخر غير ذلك البيت الذي كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يأتي غداة كل يوم طيلة ستة أشهر ، فيقف على بابه ويقرأ : ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) (٢).
_____________________
١ ـ نفس المصدر : ٥٥.
٢ ـ الأحزاب : ٣٣.