ساخطاً على أحياء
قريش ، إنكم يا معشر العرب كنتم على الحال الذي علمتم من الذلة والقلة والضلالة ،
وإن الله أنقذكم بالإسلام وبمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم
حتى بلغ بكم ما ترون ، وهذه الدنيا التي أفسدت بينكم ، ان ذاك الذي بالشام والله
إن يقاتل إلاّ على الدنيا ، وان هؤلاء الذين بين أظهركم والله إن يقاتلون إلاّ على
الدنيا ، وإن ذاك الذي بمكّة والله إن يقاتل إلاّ على الدنيا .
وفي فتح الباري : في معنى « ان ذاك الذي
بمكة » زاد يزيد بن ذريع يعني ابن الزبير.
والحاكم في المستدرك أيضاً أورد هذه
الرواية ، وفي فتح الباري في معنى قول أبي برزة : اني احتسبت عند الله ، ان معناه
انه يطلب بسخطه على الطوائف المذكورين من الله أجراً على ذلك لان الحب في الله
والبغض في الله من الايمان .
فثبت بنص ابن حجر ، ان البغض على ابن
الزبير بغض في الله ، وان السخط عليه يوجب الغفران ، وان حبه كما هو شعار السنّية
خروج عن الإيمان.
وقال ابن الملقن في شرحه : وأما قول أبي
برزة : « واحتسابه سخطه على أخبار قريش عند الله تعالى » فكأنه قال : الّلهم لا
أرضى ما يصنع قريش من القتال على الخلافة ، فاعلم ذلك من نيتي واني أسخط أفعالهم
واستباحتهم للدماء والاموال ، فأراد ان يحتسب ما يعتقده من انكار القتال في
الإسلام عند الله وذخراً ، فانّه لم يقدر من التعبير عليهم الاّ بالقول والنية
التي بها يأجر الله عباده.