المعاند وروايات المناقب
ذكروا أن البخاري ألّف صحيحه في بيت
الحرام
، والتزم عند كتابة كل حديث أن يغتسل غسلاً ويصلّي ركعتين ثم يكتب ، وقد سمع صحيحه منه تسعون ألفاً ،
ورووا عنه ، وأنت إذا سمعت هذا كلّه ، وأمعنت النظر فيها ، وتأملت في مطاويها
وحوافيها ، فمن الآن فاستمع ما يتلى عليك ونحن نبدأ أولاً بذكر جملة من التعصّبات
فنقول :
قد أنكر كثير من أعيان علمائهم كثيراً
من الأخبار الواضحة المتضافرة بل المتواترة بطرقهم المروية ، وجملة منها في صحاحهم
لما رأوا فيها من الدلالة على الحق الواضح القويم ، ويحسبونه هيّناً ، وهو عند
الله عظيم ، وهي على ما يظهر بالتّتبع كثيرة ، نذكر شطراً يسيراً.
منها : بعضها مذكور في الصحاح ، وبعضها
مشهور مأثور في كثير من كتبهم المعتبرة المعوّل عليها.
أما الكبرى : فادلتها مبسوطة مشروحة في
كتب الفريقين ، ولنكتف من الأخبار المذكورة في كتب القوم مما يتعلق بالمقام بنبذ
يسير ، فالجرعة تدل على