قائمة الکتاب
موقف الكوفيّين
٩٧
إعدادات
الشّهيد مسلم بن عقيل عليه السلام
الشّهيد مسلم بن عقيل عليه السلام
المؤلف :السيد عبد الرزاق الموسوي المقرّم
الموضوع :سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر :مؤسسة البعثة
الصفحات :186
تحمیل
موقف الكوفيين
مهما عزب عن الباحث شيء من نفسيات الأمم لغموض فيها أو لحواجز لم تكشف بعد ، فإنه غير خاف عليه غرائز الكوفيين ، وإنهم في ظعنهم وإقامتهم ونصرتهم ، وخذلانهم ، ونهضتهم ، وقعودهم ، كالريشة في مهبّ الريح تتلاعب بهم أهواء متضاربة ونزعات وقتية. والذي ينتجه التفكير الصحيح في أمرهم أن القوم لا تحركهم غاية مرموقة ولا مبدأ ثابت شأن الرعاع من الناس الذين يحدوهم الجشع طورا والشهوة أخرى فرضيخة موهومة من هذا تسوقهم ، ولماظة عيش من آخر تأخذ باكظامهم ، وبالرغم من ذلك الهلع المردي أنهم ينكفؤن عنهما « بخفي حنين » فلا دين يحمد ولا دنيا يتهنّأ بها.
على هذا جروا في عاداتهم وضرائبهم منذ مصّرت هذه الحاضرة وأخص من أيامها العهد العلوي وأيام الإمام المجتبى الحسن ، ودور سيد الشهداء ، واعطف النظرة بعد هذا إلى نهضة التوابين وأيام المختار وأيام العلويين كزيد الشهيد ونظرائه الذين غرّوهم فأغرّوهم بالقيام ثم انثالوا عنهم.
هذه شناشن القوم لم يفتأوا يسيرون عليها منذ الأول إلى أن دمّرت وعاد أمر الكوفة كحديث أمس الدابر ، وعجيب ممن يذهب إلى أن الكوفة علوية إذا فمن ذا الذي استأصل شأفة العلويين ، وقتل كل ترابي في النسب أو في المذهب ، وهل كان في جيش ابن سعد في مشهد يوم الطف غير كوفي يعرف؟ وقد بلغوا ثلاثين الفا أو يزيدون. ألم يكاتبوا الحسين يستقدمونه اليهم حتى إذا حل بين أظهرهم انتكثوا عليه تحت راية ابن مرجانة الى هنات كثيرة سوّدوا بها صحائفهم؟