وفي لفظ آخر :
|
« ويعجبني الفأل الصالح (١٨) ». |
وفي حديث بريدة :
|
« كان النبي لا يتطير وإنما يحب الفأل (١٩) استقبلته في سبعين من أسلم فقال لي : ما اسمك؟ قلت : بريدة ، فسر وجهه وقال : برد أمرنا وصلح ، وممن؟ قلت : من أسلم ، قال : سلمنا ، ثم ممن؟ قلت : من بني سهم ، قال : خرج سهمنا (٢٠) ». |
وليس في حديث اللقحة التي أمر بحلبها فقام رجلان ليحلباها وكان اسم أحدهما مُرة والآخر حرب فأمرهما بالجلوس حتى اذا قام ثالث اسمه يعيش أمره بالحلب (٢١) ، ما يشهد للتطير فإنه من المحال على النبي أن ينهى عن شيء ثم يرتكبه وإنما صدر منه هذا تأكيدا لما نهى عنه من التسمية بمثل حرب ومرة وجمرة وأمثالها فأتبع قوله الفعل تعليما للمسلمين بالمضي على أمره مطمئنين غير هيابين.
ومما يؤكده ما في بعض الأحاديث من زيادة قول عمر : أتكلم يا رسول الله أم أصمت؟ فقال صلىاللهعليهوآله :
|
بل أصمت وأنا أخبرك بما أردت ظننت يا عمر أنها طيرة؟ وليست بذلك فإنه لا طيرة إلا طيره ولا خير إلا خيره ولكن أحب الفأل الحسن (٢٢). |
والنكتة في نهي النبي عن التسمية بالأسماء القبيحة حتى غير بعض الأسماء الى ما هو أحسن كتغيير الحباب بن المنذر الى عبدالرحمن ، وشهاب الى هشام ، وحرب الى سلم ، وأبي مرة الى أبي حلوة ، وبني مغوية الى بني مرشدة (٢٣) ، هو إرشاد الأمة الى أن البقاء على مذاهب سلفهم من التسمية بتلك الأسماء ربما يؤدي الى حزن بعضهم من
__________________
١٨) البخاري ج٤ ص١٤ ومسلم ج٢ ص٢٦٠.
١٩) مسند أحمد ج٥ ص٣٤٧.
٢٠) الاستيعاب بترجمة بريدة.
٢١) موطأ مالك ج٣ ص١٤٠ مصر.
٢٢) مفتاح دار السعادة ج٢ ص٢٦٢.
٢٣) المصدر.