كلاّ ، ولو لم يعرف أبوطالب من ابن أخيه الصدق
فيما أخبر به لما قال له بمحضر قريش ليريهم من فضله ، وهو به خبير ، وجنانه طامن :
يا ابن أخي الله أرسلك؟ قال؟ « نعم » ، قال أبو طالب : إن للأنبياء معجزة وخرق
عادة فأرنا آية ، قال النبي صلىاللهعليهوآله
: « يا عم ادع تلك الشجرة وقل لها : يقول لك محمد بن عبدالله : اقبلي بإذن الله »
فدعاها أبو طالب فأقبلت حتى سجدت بين يديه ثم أمرها بالإنصراف فانصرفت.
فقال أبوطالب : أشهد أنك صادق ، ثم قال
لابنه : « يا علي الزمه. »
وفي بعض الأيام رأى عليا يصلي مع النبي فقال له : يا بني ما هذا الذي أنت عليه؟ ،
قال : يا آبة آمنت بالله وبرسوله وصدّقت بما جاء به ودخلت معه واتبعته ، فقال
أبوطالب :
أما أنه لا يدعوك إلا إلى خير فالزمه .
وهل يجد الباحث بعد هذا ملتحدا عن الجزم
بأن شيخ الأبطح كان معتنقا للدين الحنيف ، ويكافح طواغيت قريش حتى بالصلاة مع
النبي صلىاللهعليهوآله ، وان أهمله
فريق من المؤرخين رعاية لما هم عليه من حب الوقيعة في أبي طالب ورميه بالقذائف
حنقا على ولده أمير المؤمنين عليهالسلام
، الذي لم يتسن لهم أي غميزة فيه ، فتحاملوا على أمه وأبيه إيذاء له وإكثارا
لنظائر من يرمون إكباره ، وإجلاله ممن سبق منهم الكفر ، وحيث لم يسعهم الحط من كرامة
النبي والوصي ، عمدوا إلى أبويهما الكريمين فعزوا إليهما الطامات ، وستروا ما يؤثر
عنهما من الفضائل إيثارا لما يروقهم إثباته.
يشهد لذلك ما ذكره بعض الكتاب عند ذكره
أسرى بدر فانه قال : وكان من الأسرى عم النبي وعقيل ابن عمه ( أخو علي ) .
فلو كان غرضه تعريف المأسور لكان في
تعريف عقيل بأنه ابن عم النبي كفاية كما اكتفى في تعريف العباس به ، ولم يحتج أن
يكتب بين قوسين ( أخو علي ) وأنت تعرف المراد من ذكر هذه الكلمة بين القوسين ،
والى أي شيء يرمز بها الكاتب ، ولكن فاته الغرض ، وهيهات الذي أراد ففشل.
ثم جاء فريق آخر من المؤرخين يحسبون حصر
المصادر في ذوي الأغراض
____________