وصرّح الحر العاملي أنّ له ديوان شعر ، كما سيأتي ذلك عند تعداد مؤلفاته ، وقال : وله شعر حسن (١) .
ونظرة واحدة في أدب هذا الرجل وشعره ، تهدينا إلىٰ أنّ الأقوال التي قيلت في حقّه ـ خصوص هذا المضمار ـ إن لم نقل أنّها لا توفي حقّه فهي ليست مبالغاً فيها ، لأنّه كان ذا حسّ مرهف ولفظ رقيق حتّىٰ في تصويره لمأساة الحسين عليهالسلام ، ومن قصائده في الرثاء الحسيني قوله :
كيف ترقأ دموع أهل الولاء |
|
والحسين الشهيد في كربلاء |
جدّه المصطفىٰ الأمين علىٰ الوحـ |
|
ـي من الله خاتم الأنبياءِ |
وأبوه أخو النبي عليّ |
|
آية الله ، سيّد الأوصياءِ |
أمّه البضعة البتول ، أخوه |
|
صفوة الأولياء والأصفياءِ |
يا لها من مصيبة أصبح الديـ |
|
ـن بها في مذلّة وشقاءِ |
ليت شعري ما عذر عبد محبّ |
|
جامد الدمع ساكن الأحشاءِ |
وابن بنت النبيّ أضحىٰ ذبيحاً |
|
مستهاماً مرمّلاً بالدماءِ |
وحريم الوصي في أسر ذُلٍّ |
|
فاقدات الآباء والأبناءِ |
وعليّ خير العباد أسيرٌ |
|
في قيود العدىٰ حليف العناءِ |
مثل هذا جزاء نصح نبيّ |
|
كَلَّ عن نعته لسان الثناءِ |
أسّس السابقون بيعة غدر |
|
وبنىٰ اللّاحقون شرّ بناءِ |
حرّفوا ، بدّلوا ، أضاعوا ، أقاموا |
|
بِدَعاً بالعناد والشحناءِ |
واستبدّوا بإمرة نصبوها |
|
شَرَكاً للأئمّة النجباءِ |
منعوا فاطم البتول تراثاً |
|
من أبيها بفاسد الآراءِ |
__________________
(١) أمل الآمل ١ : ١٣٩ . وصرّح بذلك أيضاً الميرزا عبدالله أفندي في رياض العلماء ٥ : ٥٩ ، والسيّد الخوانساري في روضات الجنات ٧ : ٤٠ .