يا بني الوحي لا يُخفِّفُ وجداً |
|
نالنا من شماتة الأعداءِ |
غيرُ ذي الأمر نور وحي إلهٍ |
|
حجّة الله كاشف الغمّاءِ |
لهفَ نفسي علىٰ زمان أرىٰ فيـ |
|
ـه مزيلاً لدولة الأشقياءِ |
أترىٰ يسمح الزمان بهذا |
|
ويحوز الراجون خير رجاءِ (١) |
وهذه القصيدة تمتاز ـ إضافة إلىٰ جودة سبكها وحلاوة ألفاظها ورقّة وصدق العاطفة فيها ـ بشتّىٰ المعاني الضخام ، التي تتّضح فيها بصمات العلماء والفقهاء ، والعقائديين المحقّقين ، والمؤرّخين الذين يعطون فلسفة التاريخ حقّها .
فقد بدأ قصيدته بالحزن وإثارة العواطف الدينيّة ، ثمّ انتقل إلىٰ صفات الشهيد وبيان ضخامة انتسابه الأسري إلىٰ لباب النبوة ، النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله ، وإلىٰ خاتم الأوصياء عليّ عليهالسلام ، وإلىٰ البضعة الزهراء عليهاالسلام ، مع أخوّته لصفوة الأولياء الحسن الزكي عليهالسلام ، ثمّ عاد إلىٰ التفجّع واستدرار العواطف الجيّاشة ، فصوّر الحسين ذبيحاً مرمّلاً ، وعرّج علىٰ ذكر السبايا والإمام السجّاد عليهالسلام .
ثمّ عاتب المسلمين علىٰ لسان النبيّ صلىاللهعليهوآله عتباً لاذعاً في البيت العاشر من القصيدة ، حيث تجلىٰ فيه نفس الشريف الرضيّ حيث يقول في مقصورته الرائعة :
ليس هذا لرسول الله يا |
|
أمّة الطغيان والبغي جزا |
وانتقل في البيت الحادي عشر إلىٰ فلسفة الأحداث التاريخية ، فبرز محلّلاً رائعاً ، تتجلّىٰ فيه صورة القاضي ابن قريعة وهو يقول :
__________________
(١) أمل الآمل ١ : ١٤٠ ـ ١٤١ ، ونقل بعضها في روضات الجنات ٧ : ٤١ ، ونقلها في رياض العلماء ٥ : ٦٠ ـ ٦١ .