يحب معالي الامور ويكره سفسافها.
فقال الكميت : يا سيدي أسألك عن مسألة وكان متّكئا فاستوى جالسا وكسر في صدره وسادة ثم قال : سل ، فقال : أسألك عن الرجلين؟ فقال : يا كميت بن زيد ما أهريق في الإسلام محجمة من دم ، ولا اكتسب مال من غير حله ، ولا نكح فرج حرام الا وذلك في أعناقهما الى يوم يقوم قائمنا ، ونحن معاشر بني هاشم نأمر
______________________________________________________
وائل بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس ، ويقال لولده مرة : بنو العم والنسب اليهم العمي.
قوله : ان الله عز وجل يحب معالى الامور ويكره سفسافها
وفي كلام الحكماء خير الامور في عالم المحسوس أوسطها ، وفي عالم المعقول أعلاها.
قال ابن الاثير في النهاية : في الحديث « ان الله يحب معالي الامور ويبغض سفسافها » وفي حديث آخر « ان الله رضي لكم مكارم الاخلاق وكره لكم سفسافها ».
السفساف : الامر الحقير والردي من كل شيء ، وهو ضد المعالي والمكارم وأصله ما يطير من غبار الدقيق اذا نخل والتراب اذا اثير.
وفي حديث فاطمة بنت قيس « اني أخاف عليك سفاسفه » هكذا أخرجه أبو موسى في السين والفاء ولم يفسره ، وقال : ذكره العسكري بالفاء والقاف ولم يورده أيضا في السين والقاف.
والمشهور المحفوظ في حديث فاطمة انما هو « اني أخاف عليك قسقاسته » بالقافين قبل السينين ، فأما سفاسفه بالفاء فلا أعرفه (١).
قوله (ع) : ما أهريق في الإسلام محجمة من دم
« أهريق » بضم الهمزة وفتح الهاء على ما لم يسم فاعله من باب الافعال ، و
__________________
(١) نهاية ابن الاثير : ٢ / ٣٧٣ ـ ٣٧٤.