______________________________________________________
وذلك بعد ما يلبثون أحقابا.
وبلغني أن من الضلال من اغتر بهذا الحديث فاعتقد أن الكفار لا يخلدون في النار ، وهذا ونحوه والعياذ بالله من الخذلان المبين ، زادنا الله هداية الى الحق ومعرفة بكتابه ، وتنبها على أن نغفل عنه.
ولئن صح هذا عن ابن ابن العاص فمعناه ، أنهم يخرجون من حر النار الى برد الزمهرير فذلك خلق جهنم وصفق أبوابها ، وأقول : أما كان لابن عمرو في سيفيه ومقاتلته بهما علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ما يشغله عن تسيير هذا الحديث (١) انتهى قول الكشاف.
ولكن السواد الاعظم من النقلة الثقات وحملة الاخبار والروايات قد أطبقوا على هذا النقل عن ابن ابن العاص مثل ما رواه أبو عمرو الكشي جزاه الله عن دين أهل البيت خير الجزاء.
قال المسعودي رحمه الله تعالى في مروج الذهب : وتقدم عمار فقاتل ثم رجع الى موضعه فاستسقى فأتته امرأة من نساء بني شيبان من مصافهم بعس فيه لبن فدفعته اليه ، فقال : الله أكبر الله أكبر اليوم ألقى الاحبة تحت الاسنة صدق الصادق وبذلك أخبرني الناطق ، هذا اليوم الذي وعدت فيه.
ثم قال : أيها الناس هل من رايح الى الله تحت العوالي ، والذي نفسي بيده لنقاتلنكم على تأويله كما قاتلناكم على تنزيله ، ويقدم وهو يقول : نحن ضربناكم على تنزيله فاليوم نضربكم على تأويله.
فتوسط القوم واشتبكت علية الاسنة ، فقتله أبو العادية العاملي وابن جون السكسكي ، واختلفا في سلبه فاحتكما في سلبه على عبد الله بن عمرو بن العاص فقال : اخرجا عني فاني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول أو قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : وولعت
__________________
(١) لم أظفر عليه في الكشاف