في أَوَّل كتابهِ « شرح أَدبِ الكَاتِب » واستشهَدَ عليه ، وإذا اتَفَقَ هذَانِ الإِمامانِ على نقلِها فهيَ لُغَةٌ (١).
وأنكَرَ أبُو عليٍّ أن يكونَ سَائِرٌ من السُّؤْرِ بمعنَى البَقِيَّةِ ؛ لأنّها تَقتَضِي الأقَلَّ والسّائِرُ الأَكثر ، ولِحَذْفِهِم عينَها في نحوِ قولِهِ (٢) :
وسَوَّد مَاءُ
فَاهَا فَلَوْنُهُ |
|
كَلَوْنِ
النَّؤُورِ وَهْيَ أَدْمَاءُ سَارُها |
لأنَّها لمَّا اعتَلَّتْ بالقَلْبِ اعتلَّتْ بالحذِفِ ، ولو كانَتِ العينُ همزةً في الأَصلِ لَمَا حُذِفَتْ (٣).
وقالَ ابنُ بَرِّيٍّ : مَنْ جعَلَ سائِراً مِنْ سَارَ يَسِيرُ فيُجَوِّزُ أن تقولَ : سائِرُ القومِ ، أَي الجَماعَةِ الَّتي يسيرُ فيهَا هذا الاسمُ ، وأَنشَدُوا على ذلك قولَ الأَحْوَصِ :
فَجَلَتْهَا
لَنَا لُبَابَةُ لَمَّا |
|
وقَذَ النَّومُ
سَائِرَ الحُرَّاسِ (٤) |
وقالَ ابنُ دُريدٍ : سائِرُ الشَّيءِ يقَعُ على جُلِّهِ ومُعظَمِهِ ولا يَسْتَغْرِقُهُ ؛ كقولِهِم : « جاءَ سائِرُ بني فُلانٍ » أَي جُلُّهُم ، و : « لَكَ سائِرُ المَالِ » أَي مُعظَمُهُ (٥).
وقالَ ابنُ وَلاَّدٍ : سائِرٌ يوافِقُ بَقِيَّةً في نحوِ : « أَخَذْتُ مِنَ المالِ بعضَهُ وتَرَكْتُ سَائِرَهُ » لأنّ المَترُوكَ بمنزِلَةِ البَقِيةِ ، ويُفَارِقُها من حيثُ إِنَ السائِرَ لما كَثُر والبقيَّةَ لما قَلَّ تَقُول : أَخَذْتُ من الكِتابِ وَرقَهُ وتَركْت سَائِرَهُ ، ولا تَقُولُ : تَركْتُ بَقِيَّتَهُ (٦).
وقولُ الحَرِيرِيِّ : الصّحيحُ أَنَّه يُستعمَلُ في كُلِّ باقٍ قَلَّ أَو كَثُرَ (٧) ، لا شاهِدَ لَهُ عليهِ.
__________________
(١) انظر تهذيب الأسماء الجزء الأول من القسم الثّاني : ١٤٠.
(٢) أَبو ذؤيب الهذلي ، شرح أَشعار الهذليين ١ : ٧٣.
(٣) عنه في تهذيب الأسماء.
(٤) ديوانه بتحقيق إبراهيم السّامرائي : ١١١. وبتحقيق محمد نبيل طريفي : ١٦٢ ، وانظر قول ابن برّيّ في تهذيب الأسماء.
(٥) و (٦) انظر الأقوال في تهذيب الأسماء.
(٧) درة الخواص : ٩.