( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُ الْمُتَطَهِّرِينَ ) (١) بالماءِ ، أَو المُتَنَزِّهينَ من الذُّنوبِ والفَواحِشِ ، أَو من الأَقذارِ ؛ كمُجَامَعَةِ الحائضِ والإِتيانِ في غَيرِ المَأْتِيِّ.
( إِنَّهُمْ أُناسٌ يَتَطَهَّرُونَ ) (٢) أَي يَتَنزَّهُونَ من الفواحِشِ ، قالوا ذلكَ سُخرِيَّةً واستِهزَاءً بهم وافتِخَاراً واستِهَتاراً بِما كانوا عَليهِ من القَذارَةِ ؛ كما يَقُولُ الشُّطَّارُ من الفَسَقَةِ إِذا وَعَظَهُم رَجُلٌ منَ الصَّالِحينَ : أَبْعِدُوا عَنَّا هذا المُتَزَهِّدَ.
( فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُ الْمُطَّهِّرِينَ ) (٣) أَي يُؤثِرُونَ ويَحرِصُونَ على التَّطهُّرِ منَ الذَّنوبِ بالتَّوبةِ والاستغفارِ ، أَو بالماءِ ؛ لأَنَّهُم كانوا لا يَنامُونَ على الجَنابةِ ويَبتَغُونَ الماءَ إِثْرَ البَولِ والغَائِطِ ؛ الأَحْجَارَ الثّلاثةَ ثُمَّ يُتْبِعُونَ الأَحجارَ الماءَ ، أَو يُحِبُّونَ أن يَتَطَهَّرُوا بالحُمَّى المُكَفِّرَةِ لذُنُوبِهِمْ فَحُمُوا (٤) بأَجمَعِهِم.
( هؤُلاءِ بَناتِي هُنَ أَطْهَرُ لَكُمْ ) (٥) أَي مِمَّنْ رُمتُمُوهُ في اعتِقادِكُمْ ، وإِلاَّ فلَيسَ في نِكاحِ الرِّجالِ طَهارَةٌ.
( إِنَّ اللهَ اصْطَفاكِ وَطَهَّرَكِ ) (٦) خَلَقَكِ طاهرةً مِمَّا يُستَقذَرُ منَ النِّساءِ ، أَو مُبَّرأَةً عن التُّهمةِ.
( وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ ) (٧) في « ث و ب ».
( وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) (٨) في « ر ج س ».
( شَراباً طَهُوراً ) (٩) بَالغٌ في الطَّهارةِ ، لا كخُمُورِ الدُّنيَا النَّجِسَةِ المُستَقذَرةِ طبعاً ؛ لعَصْرِها بالأَيدي الوَضِرَةِ ودَوْسِهَا بالأَقدامِ ، أَو لأَنَّهُ لا يَؤُولُ إِلى النّجاسةِ بل يرشح من أَبدانِهِمْ عَرَقاً رِيحُهُ كالمِسْكِ.
__________________
(١) البقرة : ٢٢٢.
(٢) الأعراف : ٨٢ ، النّمل : ٥٦.
(٣) التّوبة : ١٠٨.
(٤) في « ع » و « ج » و « ض » : فجمعوا.
(٥) هود : ٧٨.
(٦) آل عمران : ٤٢.
(٧) المدثّر : ٤.
(٨) الأحزاب : ٣٣.
(٩) الإنسان : ٢١.