طائفةٍ نازلةٍ من القرآن تُذَكِّرُهُم وتُنَبِّههُمْ من الغَفْلَةِ.
( فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ) (١) أَهلَ الكِتابَ من التَّوراةِ والإنجيلِ ، أَو أَهلَ العِلمِ بأَخْبِارِ مَنْ مضَى ( من ) (٢) الأُمم ، أَو أَهلَ القُرآنِ وهُم العُلَماءُ ؛ وعن عليِّ عليهالسلام : ( نحنُ أهلُ الذِّكْرِ ) (٣).
( كِتاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ ) (٤) شَرَفُكُم إن تَمَسَّكْتُم به ، أَو ما تحتَاجُونَ إليه من أُمور دينِكُم ودُنْيَاكُم ، أَو ما تطلبُونَ بهِ حُسْنَ الذِّكْرِ مِنْ مَكارِمِ الأَخلاقِ ، أَو مَوْعِظَتُكُم وتَنْبِيهُكُمْ منَ الغَفْلَةِ.
( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ ) (٥) وللصَّلَاةُ [ أَكْبرَ ] (٦) من غيرِهَا من الطَّاعَاتِ ، أَو لَذِكْرُ اللهِ عندَ الفحشاءِ والمُنْكَرِ وذِكْرُ نَهيِهِ عنهُمَا وَوَعِيدِهِ عليهِما أَكبَرُ في الزَّجْرِ عنهما ، أَو لَذِكْرُ ( اللهِ ) إِيَّاكُمْ برحمَتِهِ أَكْبَرُ من ذِكْرِكُم إِيَّاهُ بطَاعَتِهِ.
( فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ) (٧) مُعْتَبِرٍ. وأَصلُهُ « مُذْتَكر » على « مُفْتَعِل » فقُلِبت التَّاءُ دالاً وأُدغِمَتِ الذَّالُ فيها.
( هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي ) (٨) أَي هذا القُرآنُ الوارِدُ في معنَى توحيدِهِ تعالى كما ورَدَ عَلَيَّ ورَدَ على جميعِ الأَنبياء ، فهو ذِكْرٌ وعِظَةٌ لمَن معي من أُمَّتي ولمَنْ قبلي من أُمَمِ الأَنبياءِ.
( أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ ) (٩) أَي يَعِيبُ آلِهَتَكُم ، يَذُمُّهُمْ ؛ فإنَ الذِّكَر يكونُ بخيرٍ وخِلافَهُ (١٠) ، فمتَى أُطلِقَ ودلَّت الحالُ على أَحدهما حُمِلَ عليه. وذِكْرُ الرّحمانِ ما يجِبُ أن يُذْكَرَ بهِ مِنَ الوحدَانِيَّةِ ، أَو
__________________
(١) الأنبياء : ٧ ، النّحل : ٤٣.
(٢) ليست في « ج ».
(٣) تفسير الطّبري ١٧ : ٥ ، تأويل الآيات : ٣١٨.
(٤) الأنبياء : ١٠.
(٥) العنكبوت : ٤٥.
(٦) في النّسخ : أكثر ، غيّرناه لتصحيح المتن.
(٧) الآية تكررت في سورة القمر : ١٥ ، ١٧ ، ٢٢ ، ٣٢ ، ٤٠ ، ٥١.
(٨) الأنبياء : ٢٤.
(٩) الأنبياء : ٣٦.
(١٠) في « ج » : بخلافه.