سُمِّيَتْ خَيَابِرَ أَيضاً لاشتمالِها على عدّةِ حُصُونٍ. وقيل : سُمِّيت بخَيْبَرَ بنِ قَانِيَةَ (١) بنِ مهليلَ (٢) ، وكان أَوَّلَ من نزلَها. وهي موصوفةٌ بكثرةِ الحُمّى ، ومنه : ( عَلَيْهِ الدَّبَرَى وحُمَّى خَيْبَرَى ) (٣) ، و ( عَلَتْهُ خَيْبَرِيَّةٌ ) (٤) أَي حُمَّى خَيْبَرَ ؛ قالَ (٥) :
كأَنَّ بِهِ
إِذْ جِئْتُهُ خَيْبَرِيَّةً |
|
يَعُودُ
عَلَيْهِ وِرْدُهَا وملَالُها |
ويُطلَقُ خَيْبَرُ على أَحدِ حصونِها ، وهو الحِصنُ الّذي فتحَهُ الله تعالى على يدِ عليٍّ عليهالسلام لأَنَّه كان أَعظَمَها ، ويُسمَّى القَمُوصَ ، كصَبُور ، ومنه قَوْلُ عَلِىٍّ عليهالسلام : ( مَا قَلَعْتُ بَابَ خَيْبَرَ بِقُوَّةٍ جِسْمِانِيَّةٍ بَلْ بِقُوَّةٍ إِلَهِيَّةٍ ) (٦) وهو من بابِ إطلاقِ الكُلِّ على بعضِ أفرادِهِ ، فقولُ الفيروزآباديِّ : خَيْبَرُ حصنٌ معروف قُرْبَ المدينةِ ، مُقْتَصِراً عليهِ ظاهرُ القُصُورِ.
والخَابُورُ ، ككَافُور : نَبْتٌ. ونهرٌ كبيرٌ بين رأْسِ عَيْنٍ والفُراتِ من أَرضِ الجزيرةِ ، ويُطلقُ على ولَايةٍ واسعةٍ عندَهُ تشتملُ على عدّةِ بلدانٍ غلبَ عليها اسمُهُ ، ونهرٌ آخَرُ شرقيَّ دجلةَ يُسمَّى ؛ خابورَ الحَسَنيّةِ.
وخَابُورَاءُ ، كعَاشُوراء : موضعٌ ؛ عن ابن الأعرابيِ (٧) ، وقال ابنُ دريدٍ : لا أدري ما هُوَ (٨) ولعلَّهُ لغةٌ في الخَابُورِ.
وخَابَرَانُ : ناحيةٌ فيها عدّةُ قُرَى بين سَرْخَسَ وأَبيوَرْدَ من خُراسانَ.
والخَابَرَانُ : كُورةٌ بالأهوازِ.
وفَيْفَاءُ الخَبَارِ ، ويُقال : فَيْفُ الخَبَارِ : موضعٌ قربَ المدينةِ بنواحي العَقِيقِ.
__________________
(١) في النّسخ : قابية. والتّصويب عن معجم البلدان ٢ : ٤١٠ والتّاج.
(٢) كذا في النّسخ. وفي معجم البلدان : مِهْلائيل ، وفي التّاج : بن قانية بن عَبِيل بن مهلان.
(٣) انظر مجمع الأمثال ١ : ٩٦ ذيل المثل : بفِيهِ مِن سارٍ إلى القَوْمِ البَرَى.
(٤) انظر ثمار القلوب : ٥٤٩ / ٩٠٠.
(٥) أَوس بن حجر ، ديوانه : ٧٥.
(٦) المواقف ٣ : ٦٢٨.
(٧) عنه في معجم البلدان ٢ : ٣٣٤.
(٨) انظر جمهرة اللّغة ٢ : ٧٢٧.