والكَوْنُ الحصولُ على حالةٍ جميلةٍ ، يريدُ التراجُعَ بعد الإِقبال ، وهو في غيرِ الحديثِ بالراءِ ؛ من كَوْرِ العِمَامَةِ وهو لَفُّها ، وفُسِّر بالنقصانِ بعد الزيادةِ (١) ، انتهى.
قلت : قد رواهُ العذريُّ وابنُ الحذّاءِ بالرَّاءِ في الحديثِ ، ووهَّمَ بعضُهُم روايةَ النّونِ (٢) ، وقد تقدّم ذكر أَقوالهم في معناه.
لمّا أُخْبِر بقتلِ أَبي جَهْلٍ قال : ( إنَّ عَهْدِي [ بهِ وَ ] فِي رُكْبَتِهِ حَوْرَاءُ ) (٣) وهي كيَّةٌ مُدَوَّرَةٌ ؛ من حَارَ يحُورُ إذا رَجعَ. ومنه : ( كَوَى أَسْعَدَ بنَ زُرَارَةَ على عاتِقِهِ حَوْرَاءَ ) (٤).
( الكَبْشُ الحَوَرِيُ ) (٥) كبَدَوِيّ ، منسوبٌ إلى الحَوَرِ ـ بفتحتينِ ـ وهو الأَدمُ يُتّخذُ من جلودِ الضَّأنِ. وقيل : هو ما دُبغَ مِن الجُلودِ بغيرِ القَرَظِ.
( الزُّبَيْرُ حَوَارِيَ مِنْ أُمَّتِي ) (٦) أَي ناصِرِي ؛ من قولهِ تعالى : ( قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ ) (٧) وإنّما جعلَهُ حَوَارِيَّهُ دونَ سائرِ أَصحابِهِ. لأَنَّه أوَّلُ من شَهَرَ سيفَهُ في سبيلِ اللهِ ؛ قيل له في أَوّل الدَّعوَةِ : قد قُتِل رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فخرجَ وهُوَ غلامٌ يَسعَى بسيفِهِ مشهوراً.
المثل
( حُورٌ في مَحَارَةٍ ) (٨) بفتح الحاءِ وضمِّها ، أي نقصانٌ في نقصانٍ. يضربُ للشّيءِ الّذي لا يصلَحُ.
__________________
(١) الفائق ٤ : ٧١.
(٢) انظر الجمهرة ١ : ٥٢٥ ومشارق الأنوار ١ : ٢١٥.
(٣) الفائق ١ : ٣٣٢ ، غريب الحديث لابن الجوزي ١ : ٢٥١ ، النّهاية ١ : ٤٥٩. وما بين المعوقتين عن المصادر.
(٤) الفائق ١ : ٣٣٢ ، النّهاية ١ : ٤٥٨.
(٥) غريب الحديث لابن قتيبة ١ : ٢٣٩ ، الفائق ٣ : ٤٣٤ ، النّهاية ١ : ٤٥٩.
(٦) غريب الحديث للهروي ١ : ٢١٧ ، الغريبين ٢ : ٥٠٨ ، النّهاية ١ : ٤٥٢ وفي الجميع : الزّبير ابن عمتي وحواريَّ من أمّتي.
(٧) آل عمران : ٥٢ والصّف : ١٤.
(٨) مجمع الأمثال ١ : ١٩٥ / ١٠٣٢.