وأَمَّا الّذي في قول حميدِ بن ثورٍ :
أَبَى اللهُ
إِلاَّ أَنّ سَرْحَةَ مَالِكٍ |
|
عَلَى كُلِّ
سَرْحَاتِ العِضَاهِ تَرُوقُ (١) |
فهو كنايةٌ عن امرأةٍ.
وأَمَّا الّذي في قول لبيدٍ :
لمن طَلَلٌ
تَضَمَّنَهُ أُثالُ |
|
فَسَرْحَةُ
فالمرَانَةُ فَالخَيَالُ (٢) |
فقال الجوهريُّ : اسم موضع ، وقال الفيروزاباديُّ : إِنَّما هي بالشّين والجيم وغلط الجوهريُّ وكذلك في البيت الّذي أَنشدهُ ، والخيال أَيضاً بِالخاءِ تصحيفٌ وإِنَّما هو بالحاءِ والباءِ لحبالِ الرَّملِ ، انتهى كلامُهُ.
وهو في ذلك « عُثَيثَةٌ تَقرِمُ جلداً أَملَساً » ، والصّحيحُ سَرْحَةُ بالسّين والحاءِ المهملة كما قال الجوهريُّ ، والفيروزاباديُّ هو الّذي غلط.
قال ياقوت في باب السّين والرّاءٍ المهملتين من كتاب المعجم : سَرْحَةُ بلفظة واحدة السّرْح بفتح أَوَّله وسكون ثانيه وآخرهُ حاءٌ مهملةٌ : مخلافٌ باليمنِ من مراسي البحرِ هناكَ ، وموضعٌ بعينه ذكره لبيدٌ (٣) ، وأنشد البيت. على أَنَّه ذكر شرجةَ بالشّين والجيم ، وقال : هو موضعٌ بنواحي مكَّة (٤) ، ولم يقل : إِنَّ أَحداً زعم أَنَّه الّذي في بيت لبيدٍ.
وأَمَّا « الخيالُ » الّذي زَعَم أنَّهُ بالحاءِ والباءِ لحِبالِ الرَّملِ وأَنَّه بالخاءِ تصحيفٌ فالصَّحيحُ أَنَّه بالخاءِ المعجمة والياء المثنَّاة من تحتٍ ، والفيروزآباديُّ هو الذي صحَّفَ. قال ياقوتٌ : الخيالُ بلفظ الشَّخص والطَّيف : ماءٌ (٥) لبني تغلب وأَنشدَ بيت لبيدٍ.
قال الفيروزآباديُّ : وقولُ الجوهريّ السَّرْحةُ يقال لها الآءُ غلطٌ وإنَّما لها عنبٌ يسمَّى الآءُ. ولا غلطٌ في ذلك ؛ لأَنَّه مِن
__________________
(١) الصّحاح واللّسان والتّاج ، وفي الجميع : أفنان بدل : سرحات.
(٢) ديوانه : ٢٦٧.
(٣) معجم البلدان ٣ : ٢٠٨.
(٤) معجم البلدان ٣ : ٣٣٤.
(٥) معجم البلدان ٢ : ٤٠٩.