تَحْت أرضها ، وإن قيل : الجنَّةُ هي الشجرُ فلا تقديرَ (١).
( فَناداها مِنْ تَحْتِها ) (٢) « من » لابتداءِ الغاية ، والمنادي عيسى عليهالسلام ، أي من تَحْتِ ذيلها ، أو جبرئيل عليهالسلام أنَّه كان يقبَلُ الولد كالقابلة ، أو المرادُ بـ « تَحْتِها » أسفل من مكانها ؛ لأنَّ مريمَ كانت أقرب إلى الشَّجرة منه ، أو كان جبرئيلُ تَحْت الأكمةِ وهي فوقها ، أو الضميرُ في « تَحْتِها » للنّخلة ، وقرئَ « مَنْ » بفتح الميم أي الذي تَحْتها ، ويجري فيه القولان.
( لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ ) (٣) لأُنزلت عليهم بركاتُ السَّماءُ وَبُسِطَت لهم بركاتُ الأرضِ ، أو لكثرت لهم الأشجارُ المثمرةُ والزّروعُ المغلّةُ ، أو لرزقهُمُ الجنان اليانعة الثّمار يجتنون ما تهدَّل منها من رُؤُس الشّجر ويلتقطون ما تساقطَ على وجه الأرض ، أو المرادُ : المبالغةُ في شرح السّعة والخِصبِ ، لا أنَّ هناك فوقاً وتَحْتاً ، أي لأكلوا أكلاً كثيراً متَّصلاً ، و « مِن » في الموضعين لابتداءِ الغاية.
الأثر
( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتّى تَهْلِكَ الوُعُولُ وتَظْهَرُ التُّحُوتُ ، قالوا : يا رسولَ اللهِ ؛ وما الوعولُ والتُّحوتُ؟ قالَ : الوعولُ : وجوهُ النَّاس وأشرافُهُم. والتُّحُوتُ : الّذين كانوا تحت أقدامِ النَّاسِ لا يُعلَمُ بهم ) (٤) هكذا جاءَ هذا الحديثُ مفسَّراً فلا وجه للقول باحتمال إرادة ظهور كنوزِ الأرض أو الإشارة إلى ما قال : ( وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ ) (٥).
وفيه : ( من أشراطِ السَّاعةِ أن تَعْلُوَ
__________________
(١) انظر املاء ما منّ به الرّحمان ١ : ٢٥.
(٢) مريم : ٢٤.
(٣) المائده : ٦٦.
(٤) الفائق ١ : ١٤٨ ، النّهاية ١ : ١٨٢.
(٥) الانشقاق : ٣ و ٤.