( وَزَبَّبَ صِمَاغَاكَ ) (١) خَرَجَ زَبَدُ فِيكَ في جانبَي شفتَيكَ.
( يَبْعَثُ أَهْلُ النَّارِ وَفْدَهُمْ فَيَرْجِعُونَ إِلَيْهِمْ زُبّاً ) (٢) جمعُ أَزَبَ ، وهو الكثيرُ الشعرِ ، وقيل : هو الذي تَدِقُّ أعاليهِ ومفاصلُهُ وتَعظُمُ سِفْلَتُهُ.
( لَا أَكُونُ كَالضَّبُعِ يَدْخُلُ إلَيْهَا طَالِبُهَا وَيَقُولُ لَهَا : زَبَابِ زَبَابِ ، حتَّى يَقْطَعَ عُرْقُوبَهَا ) (٣) هما كسَحاب ، قيل : إذا أرادوا صيدَها أحاطوا بها في جحرِها فقالوا لها : زَبابِ زَبابِ ، كأنّهم يؤنِسونَها به. والزَّبابُ : جنسٌ من الفأرِ لا يَسمَعُ ، ولعلَّها تَأكُلُهُ كما تَأكُلُ الجرادَ.
وقال ابنُ أبي الحديدِ : زَبابِ اسمُ الضبعِ ، مبنيٌّ على الكسرِ ، كبَراحِ اسمٌ للشمسِ (٤).
والمعنى : لا أقعُدُ عن الحربِ وأُسلِّم نفسي ، فيكون حالي حالَ الضبعِ مع صائدِها.
( كَأَنَّ رَأْسَهُ زَبِيبَةٌ ) (٥) واحدةُ الزَّبِيبِ ، شبّهَهُ بها لصِغَرِهِ وحقارتِهِ ، وقِصَرِ شَعرِه وتفلفله (٦).
( كَانَتْ تُعْجِبُهُ الزَّبِيبِيَّةُ ) (٧) هي مَرارةٌ (٨) أو طعامٌ آخَرُ يُطبَخُ بِالزَّبِيبِ.
المثل
( كُلُ أَزَبٍ نَفُورٌ ) (٩) هو البعيرُ يَكثُرُ
__________________
(١) النهاية ٢ : ٢٩٢.
(٢) النهاية ٢ : ٢٩٣.
(٣) النهاية ٢ : ٢٩٢ بتفاوت.
(٤) انظر شرح نهج البلاغة ١ : ٧٦ ، وليس فيه لفظ « زباب » ، إلاَّ أن الشارح ذكر الحديث بنصّه طيّ الشرح بلفظ « دباب ».
(٥) سنن ابن ماجة ٢ : ٩٥٥ / ٢٨٦٠ ، وصحيح البخاري ١ : ٢٤٦ / ٦٦١.
(٦) في « ت » و « ج » : وتقلقله. وفي « ش » : وقصر شعره لتفلفله. والمثبت ملفق منها. انظر فتح الباري ٢ : ١٨٧.
(٧) الكافي ٦ : ٣١٧ / ٧.
(٨) كذا في « ت » و « ج » ، وفي « ش » : مزورة.
(٩) مجمع الأمثال ٢ : ١٣٣ / ٢٩٩٦.