وقد تضمّنت كتب تراجم العلماء كالرياض (١) ، والروضات (٢) ، تفصيل
__________________
(١) قال في رياض العلماء ٢٦١/٢ ـ ٢٦٢ : المولى الكبير الجليل مولانا خليل بن الغازي القزويني. فاضل عالم ، متكلم أصولي ، جامع دقيق النظر ، قوي الفكر ، من أجلّة مشاهير علماء عصرنا ، وأكمل أكابر فضلاء دهرنا ، قرأ على جماعة من العلماء ، وقرأ عليه أيضا جماعة من الفضلاء ، ففي أوائل حاله قرأ على الشيخ البهائي والسيّد الداماد وأمثالهما .. إلى أن قال : وكان قدّس سرّه معظّما مبجّلا عند السلاطين الصفويّة سيما سلطان عصرنا .. إلى أن قال : وسافر إلى مكّة ، ثم رجع وسكن قزوين ، وله مع حكّام طهران وقزوين أقاصيص ، وهو أحد المحرّمين لصلاة الجمعة والمنكرين لها في زمن الغيبة والناهين عنها جدّا ، ومن جملة الأخباريين المنكرين للاجتهاد جدّا ، وقد بالغ في ذلك وأفرط في نفي الاجتهاد ، ومن زمرة المنكرين للتصوف والحكمة ، والقادحين منهم بما لا مزيد عليه ، ومن المنكرين لأقوال المنجّمين والأطبّاء أيضا ، وكان له رحمه اللّه أقوال في المسائل الاصولية والفروعيّة انفرد في القول بها ، وأكثرها لا يخلو من عجب وغرابة ، وفي بعضها تابع المعتزلة ، ومن ذلك القول بثبوت المعدومات ، ومن أغرب أقواله القول بأنّ الكافي بأجمعه قد شاهده الصاحب عليه السلام واستحسنه ، وأن كل ما وقع فيه بلفظ روي فهو مروي عن الصاحب عليه السلام بلا واسطة ، وأنّ جميع أخباره حق ، واجب العمل بها حتّى أنّه ليس فيه خبر للتقيّة ونحوها ، وأنّ الروضة ليست من تأليف الكليني رحمه اللّه ، بل هو من تأليف ابن إدريس ، وإن ساعده في الأخير بعض الأصحاب ، وربّما ينسب هذا القول الأخير إلى الشهيد الثاني أيضا ، ولكن لم يثبت ، ومن خواصه تصحيفاته المضحكة في العبارات والأخبار وتحريفاته المعجبة في الآيات والآثار غفر اللّه له ولنا.
وكان مولده رحمه اللّه سنة إحدى وألف في ثالث شهر رمضان في بلدة قزوين ، وتوفّي ببلدة قزوين ، ودفن فيها في مدرسته المعروفة بها في سنة ١٠٨٩ ، ولم أوفق لملاقاته في حياته ، ولكن وفقت لزيارته بعد وفاته ، وكان له قدّس سرّه قوّة فكر وتسلّط على تحرير العبارات في العلوم وتقريرها ، وكان الأخ العلاّمة قد لاقاه في قزوين ، وكان يصف وفور فضله وغزارة علمه كثيرا ، بل يرجحه على علماء العصر .. ثم ذكر رحمه اللّه مشايخه وتلامذته ورسائله ومؤلفاته بتفصيل.
(٢) روضات الجنات ٢٦٩/٣ برقم ٢٨٧.