حدّثنا إسماعيل بن مهران (*) ، عن أحمد بن محمّد ، قال : كتب الحسين بن مهران إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام كتابا ، قال : فكان يمشي شاكّا في وقوفه ، قال : فكتب إلى أبي الحسن يأمره وينهاه ، فأجابه أبو الحسن عليه السلام بجواب ، وبعث به إلى أصحابه فنسخوه ، وردّ إليه لئلا يستره حسين بن مهران ، وكذلك كان يفعل إذا سئل عن شيء فأحبّ ستر الجواب (**) .. ثم ذكر نسخة الكتاب وهي طويلة ، وليس فيها ما يهمنا في حال الرجل ، ويكفينا ما فيما نقلنا من شكه في وقوفه ، وعدم اطمئنان الرضا عليه السلام به ، حيث لم يرسل إليه الكتاب رأسا ، وتركنا نسخة الكتاب اشتغالا بالأهمّ ، وقد نقلها الميرزا (١) بطولها فراجعها إن شئت.
وروى في العيون (٢) مسندا عن أبي مسروق ، قال : دخل على الرضا عليه السلام جماعة من الواقفة منهم : علي بن أبي حمزة البطائني ، ومحمّد بن إسحاق بن عمار ، والحسين [بن مهران ، والحسن] بن أبي سعيد المكاري ، فقال له علي بن أبي حمزة .. إلى أن قال : فقال له الحسين بن مهران : قد أتانا ما نطلب إن أظهرت هذا القول ، قال : «تريد ما ذا؟ أتريد أن أذهب إلى هارون فأقول
__________________
وموسى ، ولي بآبائي عليهم السلام أسوة» ، قلت : جعلت فداك! إنا نروى أنّك قلت لابن مهران : «أذهب اللّه نور قلبك ، وأدخل الفقر بيتك!» فقال : كيف حاله وحال برّه؟ قلت : يا سيدي! أشدّ حال ، هم مكروبون ببغداد ، لم يقدر الحسين أن يخرج إلى العمرة ، فسكت ..
(*) في التحرير الطاوسي : إسماعيل بن موسى. [منه (قدّس سرّه)].
(**) خ. ل : الكتاب. [منه (قدّس سرّه)]. وهو الذي جاء في المصدر.
(١) في منهج المقال : ١١٧ [الطبعة الحجرية].
(٢) عيون أخبار الرضا عليه السلام : ٣٣٣.