والقدمین ؛ لأنّهما ظاهران مکشوفان یستقبل بهما فی کل حالاته ، ولیس فیهما من الخضوع () والتبتل ما فی الوجه والذراعین .
وعلة الزکاة من أجل قوت الفقراء وتحصین أموال الأغنیاء ؛ لأنّ الله تبارک وتعالى کلّف أهل الصحة ، القیام بشأن أهل الزمانة والبلوى ، کما قال الله تعالى : (لَتَبْلَهُنَّ فِى أَمْوَالِکُمْ وَأَنْفُسِکُمْ ) (۲) فی أموالکم بإخراج الزکاة ، وفی أنفسکم بتوطین الأنفس على الصبر مع ما فی ذلک من أداء شکر نعم الله عزّ وجلّ، والطمع فی الزیادة، مع ما فیه من الرأفة والرحمة لأهـل الضعف والعطف على أهل المسکنة ، والحثّ لهم على المواساة وتقویة الفقراء والمعونة لهم على أمر الدین، وهم عظة لأهل الغنى وعبرة لهم ، لیستدلوا على فقر (۳) الآخرة بهم ، وما لهم من الحت فی ذلک على الشکر
الله تبارک وتعالى لما خوّلهم وأعطاهم ، والدعاء والتضرع والخوف من یصیروا مثلهم فی أمور کثیرة فی أداء الزکاة، والصدقات ، وصلة الأرحام ،
واصطناع المعروف .
وعلّة الحج الوفادة إلى الله تعالى، وطلب الزیادة، والخروج من کل ما اقترف ، ولیکون تائباً ممّا مضى ، مستأنفاً لما یستقبل ، وما فیه من استخراج الأموال ، وتعب الأبدان ، وحظرها عن الشهوات واللذات ، والتقرّب بالعبادة إلى الله عزّ وجلّ، والخضوع والاستکانة والذل ، شاخصاً إلیه فی الحر والبرد ، والأمن والخوف دائباً . ذلک دائماً، وما فی ذلک
(۱) فی حاشیة «ک» فی نسخة : الخشوع .
(۲) سورة آل عمران ٣: ١٨٦
(۳) فی
نسخة
ج ، ک والحجریة زیادة : وترک نصرهم على الأعداء ، والعقوبة
لهم على إنکار ما دعوا .