مرسلا ، يتضمن كتابة مروان إلى معاوية ، يخبره باختلاف أهل الحجاز إلى الحسين عليه السلام ، والخوف من وثوبه عليه السلام .. وكتابة معاوية إلى مروان بعدم التعرّض للحسين عليه السلام ما لم يظهر منه الخلاف. وكتابته إلى الحسين عليه السلام كتابا يحذّره من مخالفته ، وكتابة الحسين عليه السلام في جوابه كتابا مفصّلا ينقم فيه على معاوية أمورا ، من جملتها : قوله عليه السلام : «ألست القاتل حجرا (*) أخا كندة .. والمصلّين العابدين الذين كانوا ينكرون الظلم ، ويستعظمون البدع ، ولا يخافون في اللّه لومة لائم. [ثمّ] قتلتهم ظلما
__________________
يا أبا عبد اللّه! هل بلغك ما صنعنا بحجر وأصحابه وأشياعه ، وشيعة أبيك؟! فقال عليه السلام : «وما صنعت بهم؟» قال : قتلناهم ، وكفنّاهم ، وصلّينا عليهم ، فضحك الحسين عليه السلام ، ثم قال : «خصمك القوم يا معاوية! لكننا لو قتلنا شيعتك ما كفنّاهم ، ولا صلّينا عليهم ، ولا قبرناهم ..» ..
إلى أن قال : وقال عليه السلام في جواب كتاب كتبه إليه معاوية على طريق الاحتجاج : «أمّا بعد ؛ فقد بلغني كتابك أنّه بلغك عنّي امور ، أنّ بي عنها غنى ، وزعمت أنّي راغب فيها ، وأنا بغيرها عنك جدير ، أمّا ما رقى إليك عنّي ، فإنّه رقاه إليك الملاقون المشّاءون بالنمائم ، المفرّقون بين الجمع ، كذب الساعون الواشون ، ما أردت حربك ولا خلافا عليك ، وأيم اللّه إنّي لأخاف اللّه عزّ ذكره في ترك ذلك ، وما أظنّ اللّه تبارك وتعالى براض عني بتركه ، ولا عاذري بدون الاعتذار إليه فيك ، وفي اولئك القاسطين الملبّين [المؤلبين] حزب الظالمين ، بل أولياء الشيطان الرجيم ، ألست قاتل حجر بن عدي أخي كندة وأصحابه الصالحين المطيعين العابدين؟! كانوا ينكرون الظلم ، ويستعظمون المنكر والبدع ، ويؤثرون حكم الكتاب ، ولا يخافون في اللّه لومة لائم .. فقتلتهم ظلما وعدوانا ، بعد ما كنت أعطيتهم الأيمان المغلّظة ، والمواثيق المؤكدة ، لا تأخذهم بحدث كان بينك وبينهم ، ولا بأحنة تجدها في صدرك عليهم ، أولست قاتل عمرو بن الحمق ..» وذكر هذا الكتاب ابن قتيبة في الإمامة والسياسة : ١٨٠ ، وأشار إليه البلاذري في أنساب الأشراف ١٥٣/٣ ، والقاضي النعمان في دعائم الإسلام ١٣١/٢ (من الطبعة الأولى) ، وذكر رواية صالح بن كيسان في تاريخه ٢٠٦/٢ .. وغيره.
(*) خ. ل : حجر بن عديّ. [منه (قدّس سرّه)].