كيف أصنع؟ قال : «العنّي! ، ولا تبرأ منيّ فإنّي على دين اللّه».
قال : ولقد ضربه محمّد بن يوسف (١) ، وأمره أن يلعن عليّا عليه السلام وأقامه على باب مسجد صنعاء. قال : فقال : إنّ الأمير أمرني أن ألعن عليّا (ع) فالعنوه لعنه اللّه. ـ فرأيت مجواذا *من الناس إلاّ رجلا فهمها ـ وسلم.
وقد مرّ في المقدمة الثالثة عشرة (٢) نقل رواية الكشي ، عن الفضل بن شاذان عدّه من التابعين (٣) الكبار ، ورؤسائهم وزهّادهم.
__________________
(١) قال في الدرجات الرفيعة : ٤٢٦ : وعندي في هذا الخبر نظر ، فإنّ محمّد بن يوسف إنّما ولي اليمن في زمن عبد الملك بن مروان ، وهو أخو الحجّاج بن يوسف ، استعمله أخوه الحجّاج على صنعاء اليمن ، وحجر بن عديّ قتله معاوية بن أبي سفيان ، فكيف يصحّ أن يكون محمّد بن يوسف ضرب حجرا ليلعن عليا أمير المؤمنين عليه السلام ..؟! وليس في عمال معاوية على اليمن من اسمه محمّد بن يوسف كما تنطق به التواريخ.
أقول : وما تنبّه إليه السيّد الجليل في الدرجات الرفيعة هو الصحيح الذي لا مدفع له.
وذكر هذه القضية ابن أبي الحديد في شرح النهج ٥٨/٤ هكذا : وأمر المغيرة بن شعبة ـ وهو يومئذ أمير الكوفة من قبل معاوية ـ حجر بن عديّ أن يقوم في الناس ، فليلعن عليا عليه السلام ، فأبى ذلك ، فتوعّده ، فقام فقال : أيّها الناس! إنّ أميركم أمرني أن ألعن عليّا [عليه السلام] فالعنوه ، فقال أهل الكوفة : لعنه اللّه! وأعاد الضمير إلى المغيرة بالنيّة والقصد.
(*) الصحيح : مجوازا ؛ أي رأيت أنّ الكلمة جازت على الناس وما فهموا المراد منها. [منه (قدّس سرّه)].
(٢) الفوائد الرجالية ١٩٦/١ الفائدة الثانية عشر من الطبعة الحجرية.
(٣) تقدّم نقل تصريحات جلّ أرباب الجرح والتعديل بأنّه من الصحابة ، وحيث إنّ إسلامه كان في ريعان شبابه ووفادته على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم مع أخيه كانت قبل وفاته صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بمدّة وجيزة ، ومع ذلك نال شرف حمله لواء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم كما صرّح بذلك جمع ، منهم : في تجريد أسماء الصحابة.