هو وأبوه وجهين في الواقفة ، مع أنّه ثقة ذكره الكشي وابن الغضائري في جملة الواقفة ، وذكر الكشي فيه ذموما. انتهى.
وأقول : لم أقف في ابن الغضائري منه على عين ولا أثر. وأمّا الكشي ؛ فقد روى في ذمّ الواقفة أخبارا كثيرة نقلناها في ذيل الكلام على الواقفة ، عند التعرّض للمذاهب الفاسدة ، في ذيل المقام الرابع من الجهة السادسة من الفصل السادس من مقباس الهداية (١) ، وأورد بعد تلك الأخبار أخبارا دالة على وقف ابن سعيد ، وابن السرّاج ، وعليّ بن أبي حمزة وخبثهم.
فمنها (٢) : ما عن محمّد بن مسعود ، قال : حدّثنا جعفر بن أحمد [عن حمدان] ابن سليمان ، عن منصور بن العباس البغدادي ، قال : حدّثنا إسماعيل بن سهل ، قال : حدّثني بعض أصحابنا ـ وسألني أن أكتم اسمه ـ قال : كنت عند الرضا عليه السلام فدخل عليه عليّ بن أبي حمزة ، وابن السرّاج ، وابن المكاري ، فقال له ابن أبي حمزة : ما فعل أبوك؟ قال : «مضى» قال : مضى موتا؟ قال : «نعم». قال : إلى من عهد؟ فقال : «إليّ» قال : فأنت إمام مفترض الطاعة من اللّه؟ قال : «نعم».
قال ابن السرّاج ، وابن المكاري : قد واللّه أمكنك من نفسه ، قال : «ويلك! وبما أمكنت ، أتريد أن آتي بغداد وأقول لهارون : أنا إمام مفترض الطاعة ..؟!
واللّه ما ذلك عليّ ، وإنما قلت ذلك لكم عند ما بلغني من اختلاف كلمتكم ، وتشتّت أمركم ، لئلاّ يصير سرّكم في يد عدوّكم».
قال له ابن أبي حمزة : لقد أظهرت شيئا ما كان يظهره أحد من آبائك ، ولا يتكلّم به. قال : «بلى ، لقد تكلّم خير آبائي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لمّا أمره اللّه تعالى أن ينذر عشيرته الأقربين ، جمع من أهل بيته
_____________
(١) مقباس الهداية ٣٢٧/٢.
(٢) الكشي في رجاله : ٤٦٣ برقم ٨٨٣. باختلاف يسير لا يخلّ بالمعنى.