__________________
قريش ، فإنّي كذلك إذ فقدت أبا بكر وعمر ، وإذا قائل يقول : القوم في سقيفة بني ساعدة ، وإذا قائل آخر يقول : قد بويع أبو بكر .. فلم ألبث وإذا بأبي بكر قد أقبل ومعه عمر وأبو عبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة وهم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمرون بأحد إلاّ خبطوه وقدموه فمدّوا يده فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه ، شاء ذلك أو أبى ، فأنكرت عقلي ، وخرجت أشتد حتى انتهيت إلى بني هاشم .. والباب فضربت عليهم الباب ضربا عنيفا ، وقلت : قد بايع الناس لأبي بكر بن أبي قحافة! فقال العباس : تربت أيديكم إلى آخر الدهر ، أما أنّي قد أمرتكم فعصيتموني ، فمكثت اكابد ما في نفسي ، ورأيت في الليل المقداد ، وسلمان ، وأبا ذر ، وعبادة بن الصامت ، وأبا الهيثم ابن التيهان ، وحذيفة ، وعمارا وهم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين ..! راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ٢١٩/١.
حذيفة بن اليمان والفتوحات الإسلامية
شهد حذيفة حرب نهاوند ؛ وبعد قتل النعمان بن مقرن أمير الجيش أخذ الراية وكان فتح همدان والري والدينور على يده وشهد فتح الجزيرة ونزل نصيبين وتزوّج فيها .. وكان فتح الجزيرة سنة ١٧ ، وقيل : سنة ١٩ ، انظر : اسد الغابة ٣٩١/١ ، ومثله في الاستيعاب ١٠٤/١ برقم ٣٨٨ ، ولكن قال : وكانت فتوحه كلّها سنة اثنتين وعشرين ، ومثله في تهذيب التهذيب ٢١٩/٢ برقم ٤٠٥. ولكن الذي يظهر من الكامل لابن الأثير ١٠/٣ أنّه كان على جنب النعمان بن مقرن ، وقال الطبري في تاريخه ٣٠٤/٤ في وقائع سنة ٣٢ : وفي هذه السنة استعمل سعيد بن العاص سلمان بن ربيعة على فرج بلنجر ، وأمد الجيش الذي كان به مقيما مع حذيفة بأهل الشام ، عليهم حبيب بن مسلمة الفهري ، ـ في قول سيف ـ فوقع فيها الاختلاف بين سلمان وحبيب في الأمر وتنازع في ذلك أهل الشام وأهل الكوفة ، وفي صفحة : ١٤٦ : كان فتح آذربيجان سنة ثمان عشرة من الهجرة بعد فتح همدان ، والري ، وجرجان .. إلى أن قال : إنّ النعمان لمّا صرف إلى الماهين لاجتماع الأعاجم إلى نهاوند ، وصرف إليه أهل الكوفة ، وافوه مع حذيفة .. إلى أن قال : وقد كان حذيفة اتبع الفالة ـ فالة نهاوند ـ نعيم بن مقرن ، والقعقاع بن عمرو فبلغا همذان فصالحهم خسرو شنوم ، فرجعا منهم ، ثم كفر بعد ، فلمّا قدم عهده في العهود من عند عمر ، ودّع حذيفة وودّعه حذيفة ، هذا يريد همذان ، وهذا يريد الكوفة ، وفي صفحة : ٣٠٦ ـ ٣٠٧ في حوادث سنة ٣٢ ، قال : استعمل سعيد على ذلك الفرج