وفي اسد الغابة (١) أنّه شهد حذيفة الحرب بنهاوند ، فلمّا قتل النعمان بن مقرن أمير ذلك الجيش ، أخذ الراية ، وكان فتح همدان والري والدينور على يده ، وشهد فتح الجزيرة ، ونزل نصيبين ، وتزوّج فيها .. إلى غير ذلك من الأخبار (٢). ويأتي في ترجمة سلمان ، ومنصور بن حازم ، ذكره أيضا.
__________________
ابن اليمان بعد قتل عثمان بيسير ولم يدرك الجمل ، وقتل ابناه صفوان وسعيد مع علي [عليه السلام] بصفّين بوصية أبيهما.
ولكن المسعودي نفسه في مروج الذهب ٩٤/٣ في قضية التوابين ، قال : وأخذ راية التوابين عبد اللّه بن سعد بن نفيل وأتاهم إخوانهم يحثّون السير خلفهم من أهل البصرة ، وأهل المدائن في نحو خمسمائة فارس عليهم المثنى بن مخرمة ، وسعد ـ (خ. ل : سعيد) بن حذيفة ، وقال ابن الأثير في الكامل ١٦١/٤ : وكتب سليمان بن صرد إلى سعد ابن حذيفة بن اليمان يعلمه بما عزموا عليه ويدعوه إلى مساعدتهم ومن معه من الشيعة بالمدائن ، فقرأ سعد بن حذيفة الكتاب على من بالمدائن من الشيعة ، فأجابوا إلى ذلك .. ويظهر من طيات المعاجم التاريخية أنّه كان لحذيفة ابنان كبيران : صفوان وسعيد أوصاهما أن يكونا في ركاب أمير المؤمنين عليه السلام واستشهدا في صفين ، وله ولد آخر اسمه سعد كان صغيرا في حياة أبيه عاش إلى زمان التّوابين وكان يسكن المدائن ، وكان من عظماء الشيعة فيها ورؤسائها جاء من المدائن مع من تبعه من الشيعة إلى الكوفة للأخذ بثأر سيد شباب أهل الجنّة صلوات اللّه وسلامه عليه.
(١) اسد الغابة ٣٩١/١.
(٢)
حذيفة وحرب الأحزاب
نلخّص ما ذكره المؤرخون في وقعة الخندق فنقول : لمّا قتل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عمرو بن عبد ودّ ، وانكسرت شوكة المشركين بقتله ، ووقع الرعب في قلوبهم ، وكفى اللّه المؤمنين القتال ، وردّهم بغيضهم ، كان حذيفة رسول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في الليلة القابلة من قتل عمرو ، يتعرّف له أخبار المشركين ، وذلك أنّ جمعا كانوا عند حذيفة ، فقال رجل لو أدركت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لقاتلت معه ليلة الأحزاب ، فقال حذيفة : أنت كنت تفعل ذلك ، لقد رأيتنا معه ليلة الأحزاب وأخذتنا ريح شديدة وقرّ ، وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يصلّي في