المنافقين بأعيانهم وأشخاصهم ، عرفهم ليلة العقبة ، حتى أرادوا أن ينفّروا ناقة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في منصرفهم من تبوك. وكان حذيفة تلك الليلة قد أخذ بزمام الناقة يقودها ، وكان عمّار من خلف الناقة ليسوقها (١).
وروى الجمهور (٢) أنّ أصحاب العقبة كانوا اثنا عشر ، وأنّهم كانوا جميعا من الأنصار. وعندنا أنّهم كانوا من المهاجرين والأنصار.
__________________
(١) قال السيّد بحر العلوم في فوائده الرجالية ١٧٢/٢ : وقد صحّ عند الفريقين أنّه كان يعرف المنافقين بأعيانهم وأشخاصهم ، عرفهم ليلة العقبة حين أرادوا أن ينفرّوا بناقة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في منصرفهم من تبوك ، وكان حذيفة تلك الليلة قد أخذ بزمام الناقة يقودها ، وكان عمار من خلف الناقة يسوقها ..
أقول : ذكر تنفير ناقة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عامّة المؤرخين ؛ منهم : زيني دحلان في السيرة النبوية ٣٣٣/٢ المطبوعة بهامش السيرة الحلبية طبع مصر سنة ١٣٢٠ ه ، والديلمي في إرشاد القلوب ١٢٤/٢ [وفي طبعة اخرى : ٣٣١] ، والبيهقي في دلائل النبوة ، والواقعة كما يلي : قال حذيفة رضي اللّه عنه : كنت ليلة العقبة آخذا بزمام ناقة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أقودها وعمار بن ياسر يسوقها ، وأنا أسوقها وعمار يقودها ـ أي يتناوبان ذلك ـ فبينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يسير في العقبة إذ سمع حسّ القوم قد غشوه ، فنفرت ناقة رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم حتى سقط بعض متاعه ، فغضب رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ومعه محجن فجعل يضرب وجوه رواحلهم ، ويقول : «إليكم إليكم .. يا أعداء اللّه!» فإذا هو بقوم ملثّمين.
وفي رواية اخرى أنّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم صرخ بهم فولّوا مدبرين فعلموا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم اطلع على مكرهم به ، فانحطّوا من العقبة مسرعين إلى بطن الوادي واختلطوا بالناس ، فرجع حذيفة رضي اللّه عنه ، فقال له رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «هل عرفت أحدا من الركب الذين رددتهم؟! قال : لا ، كان القوم متلثّمين والليلة مظلمة. وفي رواية : إنّ حذيفة رضي اللّه عنه قال : عرفت راحلة فلان وفلان ، قال : هل علمت ما كان من شأنهم؟ ..
(٢) رجال السيّد بحر العلوم ١٧٢/٢.