قبله عليه السلام ليأمر بالمعروف ، وينهى عن المنكر.
بقي من ترجمة الرجل ؛ أنّ أبا عبد اللّه الحسين بن علي الطبري (١) ، أثبت في محكي الإيضاح ، لحذيفة عند ذكر الدرجات ، درجة العلم بالسنة (٢).
وقال العلاّمة الطباطبائي قدّس سرّه أنّه : يستفاد من بعض الأخبار أنّ له درجة العلم بالكتاب أيضا (٣) ، وقال أيضا : وعند الفريقين إنّه كان يعرف
__________________
(١) حكى ذلك السيّد بحر العلوم رحمه اللّه في فوائده ١٦٨/٢ ، وفيه : المصري ، بدل : الطبري.
(٢) أقول : أما علمه بالسنّة ؛ فلا ريب فيه ، حيث أنّ الرواة عنه كثيرون ، وسوف نذكر أسماءهم في آخر الترجمة ، وإليك نبذة يسيرة ممّا يدل على علمه بالسنة وأحكام القرآن :
قال ابن عساكر في تاريخه تهذيب تاريخ دمشق الكبير ١٠٢/٤ : عن بريد ، أنّ النبي صلّى اللّه عليه [وآله] وسلّم استعمل حذيفة بن اليمان على بعض الصدقة ، فلمّا قدم قال : «يا حذيفة! هل بقي من الصدقة شيء» فقال : لا يا رسول اللّه (ص) ..
وفي الاستيعاب ٩٥/١ برقم ٣٤٦ في ترجمة جارية بن ظفر اليماني ما ملخصه : أنّه مات أخوان وكانا جعلا بين حصتيهما من دار حاجزا فماتا واختلف ورثتا الأخوين ، فادعى كلّ منهما أنّ الحاجز له ، فاختصما إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فأرسل حذيفة بن اليمان يقضي بينهما .. فقضى بينهما ، فلما رجع أخبر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بما قضى ، فقال : «أصبت وأحسنت». وتحسين النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم له وامضاؤه حكمه يكشف عن علو مرتبته في الفقه والسنة ، وقد روى في الدرجات الرفيعة : ٢٨٤ عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم أنّه قال : «حذيفة بن اليمان من أصفياء الرحمن ، وأبصركم بالحلال والحرام».
(٣) قال السيّد بحر العلوم في فوائده الرجالية ١٧٢/٢ ، وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق الكبير ١٠٤/٤ ـ واللفظ للفوائد ـ : وقد روى أنّ حذيفة كان يقول : اتقوا اللّه يا معشر القرّاء وخذوا طريق من كان قبلكم فو اللّه لإن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ، ولإن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا ، وإنّه كان يقول للناس : خذوا عنّا فإنا لكم ثقة ، ثم خذوا من الذين يأخذون عنا ، ولا تأخذوا من الذين يلونهم .. قالوا : لم؟ قال : لأنّهم يأخذون حلو الحديث ويدعون مرّه ، ولا يصلح حلوه إلاّ بمرّه ..