عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ قَالَ: «كَأَنِّي بِالْقَائِمِ عَلَى نَجَفِ اَلْكُوفَةِ-وَ قَدْ لَبِسَ دِرْعَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ-فَيَنْتَفِضُ هُوَ بِهَا فَتَسْتَدِيرُ عَلَيْهِ، فَيَغْشَاهَا بِحَدَاجَةٍ مِنْ إِسْتَبْرَقٍ، وَ يَرْكَبُ فَرَساً أَدْهَمَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ شِمْرَاخٌ، فَيَنْتَفِضُ بِهِ اِنْتِفَاضَةً لاَ يَبْقَى أَهْلُ بِلاَدٍ إِلاَّ وَ هُمْ يَرَوْنَ أَنَّهُ مَعَهُمْ فِي بِلاَدِهِمْ.
فَيُنْشَرُ رَايَةُ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، عَمُودُهَا مِنْ عَمُودِ اَلْعَرْشِ، وَ سَائِرُهَا مِنْ نَصْرِ اَللَّهِ، لاَ يَهْوِي بِهَا إِلَى شَيْءٍ إِلاَّ هَتَكَهُ اَللَّهُ، فَإِذَا هَزَّهَا لَمْ يَبْقَ مُؤْمِنٌ إِلاَّ صَارَ قَلْبُهُ كَزُبَرِ اَلْحَدِيدِ، وَ يُعْطَى اَلْمُؤْمِنُ قُوَّةَ أَرْبَعِينَ رَجُلاً، وَ لاَ يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلاَّ دَخَلَتْ تِلْكَ اَلْفَرْحَةُ فِي قَبْرِهِ، وَ ذَلِكَ [حِينَ]يَتَزَاوَرُونَ فِي قُبُورِهِمْ، وَ يَتَبَاشَرُونَ بِقِيَامِ اَلْقَائِمِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ، فَيَنْحَطُّ عَلَيْهِ ثَلاَثَةَ عَشَرَ أَلْفَ مَلَكٍ، وَ ثَلاَثَمِائَةٍ وَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ مَلَكاً» .
قُلْتُ: وَ كُلُّ هَؤُلاَءِ مَلاَئِكَةٌ؟
قَالَ: «نَعَمْ، اَلَّذِينَ كَانُوا مَعَ نُوحٍ فِي اَلسَّفِينَةِ، وَ اَلَّذِينَ كَانُوا مَعَ إِبْرَاهِيمَ حِينَ أُلْقِيَ فِي اَلنَّارِ، وَ اَلَّذِينَ كَانُوا مَعَ مُوسَى حِينَ فَلَقَ اَللَّهُ اَلْبَحْرَ، وَ اَلَّذِينَ كَانُوا مَعَ عِيسَى حِينَ رَفَعَهُ اَللَّهُ إِلَيْهِ، وَ أَرْبَعَةُ آلاَفِ مَلَكٍ وَ أَرْبَعُونَ مَعَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ مُسَوِّمُونَ، وَ أَلْفُ مَلَكٍ مُرْدِفُونَ، وَ ثَلاَثُمِائَةٍ وَ ثَلاَثَةَ عَشَرَ ملك [مَلَكاً] بَدْرِيُّونَ، وَ أَرْبَعَةُ أَلْفٍ هَبَطُوا يُرِيدُونَ اَلْقِتَالَ مَعَ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا اَلسَّلاَمُ فَلَمْ يُؤْذَنْ لَهُمْ، فَهُمْ عِنْدَ قَبْرِهِ شُعْثٌ غُبْرٌ يَبْكُونَهُ إِلَى يَوْمِ اَلْقِيَامَةِ، وَ رَئِيسُهُمْ مَلَكٌ يُقَالُ لَهُ: مَنْصُورٌ، فَلاَ يَزُورُهُ زَائِرٌ إِلاَّ اِسْتَقْبَلُوهُ، وَ لاَ يُوَدِّعُهُ مُوَدِّعٌ إِلاَّ شَيَّعُوهُ، وَ لاَ يَمْرَضُ مَرِيضٌ إِلاَّ عَادُوهُ، وَ لاَ يَمُوتُ مَيِّتٌ إِلاَّ صَلَّوْا عَلَى جِنَازَتِهِ وَ اِسْتَغْفَرُوا لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَ كُلُّ هَؤُلاَءِ فِي اَلْأَرْضِ يَنْتَظِرُونَ قِيَامَ اَلْقَائِمِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ إِلَى وَقْتِ خُرُوجِهِ» ١.
وَ مِمَّا رَوَيْنَاهُ وَ حَذَفْنَا إِسْنَادَهُ اِخْتِصَاراً، لَهُ تَعَلُّقٌ بِهَذَا اَلْكِتَابِ ٢، قِصَّةُ اِبْنِ
١) رواه النّعمانيّ في غيبته:٣١٠، و نقله المجلسيّ في بحار الانوار ٥٢:٣٢٨/٤٨(عن كامل الزّيارات) .
٢) لم نعثر على هذه الرّواية أيضا في كامل الزّيارات.