بِهَا أَرْضَكَ، وَ أَرْسَيْتَ بِهَا جِبَالَكَ، وَ أَجْرَيْتَ بِهَا اَلْبِحَارَ، وَ سَخَّرْتَ بِهَا اَلسَّحَابَ، وَ اَلشَّمْسَ وَ اَلْقَمَرَ وَ اَلنُّجُومَ، وَ اَللَّيْلَ وَ اَلنَّهَارَ، وَ خَلَقْتَ بِهَا اَلْخَلاَئِقَ كُلَّهَا.
أَسْأَلُكَ بِعَظَمَةِ وَجْهِكَ اَلْكَرِيمِ، اَلَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ اَلسَّمَاوَاتُ، وَ أَضَاءَتْ بِهِ اَلظُّلُمَاتُ إِلاَّ صَلَّيْتَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَ كَفَيْتَنِي أَمْرَ مَعَادِي وَ مَعَاشِي، وَ أَصْلَحْتَ شَأْنِي كُلَّهُ، وَ لَمْ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَ أَصْلَحْتَ أَمْرِي وَ أَمْرَ عِيَالِي، وَ كَفَيْتَنِي أَمْرَهُمْ، وَ أَغْنَيْتَنِي وَ إِيَّاهُمْ مِنْ كُنُوزِكَ وَ خَزَائِنِكَ وَ سَعَةِ فَضْلِكَ، وَ أَنْبَطْتَ قَلْبِي مِنْ يَنَابِيعِ اَلْحِكْمَةِ اَلَّتِي تَنْفَعُنِي بِهَا، وَ تَنْفَعُ بِهَا مَنِ اِرْتَضَيْتَ مِنْ عِبَادِكَ، وَ جَعَلْتَ لِي مِنَ اَلْمُتَّقِينَ فِي آخِرَتِي إِمَاماً كَمَا جَعَلْتَ إِبْرَاهِيمَ إِمَاماً.
فَإِنَّ بِتَوْفِيقِكَ يَفُوزُ اَلْفَائِزُونَ، وَ يَتُوبُ اَلتَّائِبُونَ، وَ يَعْبُدُكَ اَلْعَابِدُونَ، وَ بِتَسْدِيدِكَ يَسْعَدُ اَلصَّالِحُونَ اَلْمُحِبُّونَ اَلْخَائِفُونَ لَكَ، وَ بِإِرْشَادِكَ نَجَا اَلنَّاجُونَ مِنْ نَارِكَ، وَ أَشْفَقَ مِنْهَا اَلْمُشْفِقُونَ مِنْ خَلْقِكَ، وَ بِخِذْلاَنِكَ خَسِرَ اَلْمُبْطِلُونَ، وَ هَلَكَ اَلظَّالِمُونَ، وَ غَفَلَ اَلْغَافِلُونَ.
اَللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي مُنَاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَ مَوْلاَهَا، وَ أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، اَللَّهُمَّ بَيِّنْ لَهَا هُدَاهَا، وَ أَلْهِمْهَا فُجُورَهَا وَ تَقْوَاهَا، وَ أَنْزِلْهَا مِنَ اَلْجِنَانِ عُلْيَاهَا، وَ طَيِّبْ وَفَاتَهَا وَ مَحْيَاهَا، وَ أَكْرِمْ مُنْقَلَبَهَا وَ مَثْوَاهَا، وَ مُسْتَقَرَّهَا وَ مَأْوَاهَا، أَنْتَ رَبُّهَا وَ مَوْلاَهَا ١.
ثُمَّ اُدْعُ بِمَا أَحْبَبْتَ إِنْ شَاءَ اَللَّهُ تَعَالَى ٢.
وَ مِنْ كِتَابِ اِبْنِ قُولَوَيْهِ اَلْمُتَقَدَّمِ ذِكْرُهُ ٣.
قَالَ: حَدَّثَنِي اَلْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ، عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ
١) نقله المجلسيّ في بحار الأنوار ١٠١:٢٨٧.
٢) الى هنا أنتهت نسخة «م» ، و ما بعدها ورد في نسخة «ه» و «ع» فقط.
٣) لم نعثر على هذه الرّواية في كامل الزّيارات و ان كان المجلسيّ في بحار الأنوار نقلها عنه.