الفصل السابع
في ذكر زيارات أمير المؤمنين عليه السّلام
المخصوصة بالأيام و الشهور
و ما يتعلق بها من قول أو عمل مبرور أحق هذه الزيارات بالتقديم و أشرفها عند أهل الصراط المستقيم زيارة يوم الغدير، و هو الثامن عشر من ذي الحجة، لأنه يوم إكمال النعمة على العباد بإقامة الحجة، و الكشف لهم عن صحيح المحجة، ففي اجتماع الناس في هذا اليوم المحمود تذكرة و إحياء لما أخذه اللّه و رسوله من العهود.
رَوَى مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ اَلْقُمِّيُّ، عَنْ رِجَالِهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي نَصْرٍ، عَنِ اَلرِّضَا عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ-فِي حَدِيثٍ اِخْتَصَرْنَاهُ-قَالَ: قَالَ لِي «يَا اِبْنَ أَبِي نَصْرٍ، أَيْنَمَا كُنْتَ فَاحْضُرْ يَوْمَ اَلْغَدِيرِ عِنْدَ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ، فَإِنَّ اَللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى يَغْفِرُ لِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ وَ مُسْلِمٍ وَ مُسْلِمَةٍ ذُنُوبَ سِتِّينَ سَنَةً، وَ يُعْتِقَ مِنَ اَلنَّارِ ضِعْفَ مَا أَعْتَقَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ وَ لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ وَ لَيْلَةِ اَلْفِطْرِ، وَ اَلدِّرْهَمُ فِيهِ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ لِإِخْوَانِكَ اَلْعَارِفِينَ، وَ أَفْضِلْ عَلَى إِخْوَانِكَ فِي هَذَا اَلْيَوْمِ، وَ سُرَّ فِيهِ كُلَّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ» .
ثُمَّ قَالَ: «يَا أَهْلَ اَلْكُوفَةِ، لَقَدْ أُعْطِيتُمْ خَيْراً كَثِيراً، وَ إِنَّكُمْ لَمِمَّنِ اِمْتَحَنَ اَللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ، مُسْتَذَلُّونَ مَقْهُورُونَ مُمْتَحَنُونَ، يُصَبُّ عَلَيْكُمُ اَلْبَلاَءُ صَبّاً، ثُمَّ يَكْشِفُهُ كَاشِفُ اَلْكَرْبِ اَلْعَظِيمِ، وَ اَللَّهِ لَوْ عَرَفَ اَلنَّاسُ فَضْلَ هَذَا اَلْيَوْمِ بِحَقِيقَتِهِ لَصَافَحَتْهُمُ اَلْمَلاَئِكَةُ فِي كُلِّ يَوْمٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ» ١.
١) رواه الشيخ الطوسي في مصباحه:٦٨١، و نقله المجلسي في بحار الأنوار ١٠٠:٣٥٨/٢.